الفاتيكان ينتصر للمحكمة الأميريكية بقلم الدكتور جلال فاخوري

في خطوة رائدة تُعتبر من أجمل القوانين التي سنّتها أميريكا حيث قامت محكمة العدل الأمريكية بتحريم الإجهاض بعد أن كان مباحاً ومسموحاً به. وكان الفاتيكان قد حرّم الإجهاض منذ زمن طويل، وبذلك أيّد الفاتيكان الآن الخطوة الأمريكية حيث طالب بسّن قانون يحرّم الإجهاض.
والفاتيكان له وجه نظر منطقية في هذه المسألة تقوم على قواعد إنسانية وأخلاقية وضميرية مفادها أنّ الجنين بمجرد تكونه في الأحشاء هو مولود، ومن جهة إنسانية لا يجوز قتل المولود بإعتبار القتل أحد المحرمات. وفلسفة الفاتيكان في هذه المسألة تتناغم وتنسجم مع العقل والمنطق في حين أنّ القتل لا يستند إلى المنطق.

والحكم الذي أصدرته المحكمة الأمريكية جاء متأخراً عشرات السنين عن رأي الفاتيكان، وسواء كان الحكم والقانون الأمريكي أو رأي الفاتيكان متأخراً أو سابقاً فهو في كافة الأحوال ينسجم مع العقل والمنطق وينسجم مع المجتمعات سيما والمجتمعات التقليدية لأن الإجهاض هو مخالف أخلاقايً مع القواعد الإنسانية، ولا إنسانية بدون أخلاق.

جدير بالذكر أنّ آراء الفاتيكان في التنمية الإنسانية والمجتمعية علاوة على كونها تنسجم مع القواعد الدينية التي تمنع القتل فهي تنسجم مع القواعد العلمية الداعية إلى تنمية الإنسان بشكل عام، مما يوحي بإنطباع أنّ الفاتيكان حريص على القيمة الإنسانية ووجودها وحيث أنّ الإجهاض لا أخلاقي فهو عبثية لا تتوافق مع القواعد الإجتماعية، وعليه أيد البابا فرنسيس حكم المحكمة الأمريكية ودعى لإصدار قانون بهذا الخصوص في العالم الكاثوليكي مما يوحي بمدى أخلاقية وإنسانية الفاتيكان الذي أرسى هذا المفهوم منذ زمن طويل.
والغريب أن الأمم المتحدة إستنكرت هذا القانون، وهذا الإستنكار يعتبر نكسه سالبة ضد الإنسانية مما خلّف إختلافات عالمية

Comments are closed.