القاصد الرسولي في لبنان يقول بأن الوضع هناك ليس إيجابيا
قال القاصد الرسولي في لبنان، المطران سيزار إيسايان، إن الوضع العام في البلاد ليس إيجابيا.
وفي مقابلة مع موقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني نشرتها إذاعة الفاتيكان الجمعة، أوضح الأسقف أن الكثير من الأشخاص يسعون إلى تضميد الجراح التي سببها الانفجار، في وقت فيه عدد من المصابين خلال السنتين الماضيتين.
وقد أعيد بناء العديد من البيوت لكن عملية إعادة الإعمار تتطلب العمل لسنوات.
ولفت إلى أن المأساة الأكبر تتعلق اليوم بعدم الكشف عن حقيقة ما جرى، وهذا الهدف يبتعد يوما بعد يوم. وذكّر بأن الملف سُحب من قاضي التحقيق السابق، وقد انقسم الرأي العام بين مؤيد لهذا القاضي ومعارض له، وهذا ما زاد من ضبابية القضية، وأرجأ إمكانية معرفة ما حصل فعلا. وأضاف أن هذا الانقسام الحاصل، يتلاءم وللأسف مع الانقسام بين المسيحيين والمسلمين.
بعدها قال سيادته إن تفجير مرفأ بيروت أثّر على الأزمة الاقتصادية في لبنان، حيث بات من الصعب الحصول على فرص العمل، ومن يستطيع أن يغادر البلاد لا يتردد، ومن يبقى في لبنان يعيش أوقاتا صعبة. وأشار إلى انقسام آخر بين اللبنانيين، بين من يتقاضون رواتبهم بالدولار الأمريكي، ومن بالليرة اللبنانية. وأكد أن رواتب الموظفين الرسميين هي بالعملة المحلية، ويصعب عليهم الوصول إلى آخر الشهر، إن لن يساعدهم أقرباؤهم المغتربون.
ولفت إلى أن قلة قليلة من اللبنانيين تتمرد على هذا الواقع بعد أن خارت قوى المواطنين. وما يزيد الطين بلة ارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا، هذا بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة من النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية، ما يولد توترات مع اللبنانيين، خصوصا وأن نسبة كبيرة من المواطنين يشعرون بالغضب إزاء تقاضي اللاجئين السوريين المساعدات المادية بالدولار الأمريكي، مع أن هذا الأمر ليس صحيحا، كما قال. وأضاف أن طوابير المواطنين أمام الأفران تثير غضب الناس لأن أُسر السوريين تتوافد إلى الأفران بكل أفرادها للحصول على كمية أكبر من الخبز.
وردا على سؤال بشأن احتياجات المواطنين قال المطران إيسايان إن اللبنانيين هم بحاجة إلى المواد الغذائية الأساسية، موضحا أن الكنيسة توزع على العائلات المحتاجة بعض الوجبات الساخنة. كما ثمة حاجة إلى الأدوية والعلاجات. وأضاف أن قلة قليلة من اللبنانيين تستطيع الحصول على العلاج لأن النفقات الطبية ارتفعت بشكل كبير جدا. هذا فضلا عن الحاجة إلى التربية والتعليم. وأشار سيادته إلى أن المواطنين يسعون اليوم إلى البقاء على قيد الحياة، مع وجود نسبة ثمانين بالمائة من اللبنانيين دون خط الفقر. فقد تعب هؤلاء لكنهم ما يزالون صامدين.
على صعيد المساعدات الإنسانية قال النائب الرسولي إن الكنيسة المحلية فتحت مركزاً للمساعدات، بعد تفجير المرفأ، يقدم الرعاية الاجتماعية والسيكولوجية، للبالغين والأطفال على حد سواء. ولفت إلى أن عدد الأشخاص الوافدين إلى المركز ارتفع في الفترة الأخيرة، فبات المركز يقدم ثلاثمائة وجبة طعام يوميا، بعد أن كان عدد الوجبات سبعين. هذا بالإضافة إلى ارتفاع عدد المواطنين الذين يطلبون الحصول على الأدوية. ولفت إلى أن الحصول على التيار الكهربائي يعتمد على عمل مولدات الكهرباء، والمواطنون يعانون من ضغوط لم يشهدوا لها مثيلا.
هذا ثم أكد سيادته أن الكنيسة الجامعة لم تتأخر لحظة عن مد يد المساعدة للكنيسة المحلية، مع أن المساعدات شهدت تراجعاً طفيفا مع اندلاع الأزمة الأوكرانية.
لكن الوكالات التي تعتمد على الكنيسة الكاثوليكية ما تزال حاضرة على التراب اللبناني، وهي تعمل بطريقة جميلة جدا. وشاء المطران إيسايان أن يوجه كلمة شكر إلى البابا فرنسيس وأمانة سر دولة حاضرة الفاتيكان ومجمع الكنائس الشرقية على الجهود المبذولة من أجل مرافقة الشعب اللبناني. وأوضح في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني أن النيابة الرسولية لكنيسة اللاتين لا تملك موارد كبيرة لكنها بفضل التبرعات تقدم المساعدة للعديد من الأشخاص المحتاجين.
وكان الانفجار الذي وقع مساء 4 آب/أغسطس عام ٢٠٢٠، أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصا، وما لا يقل عن 6 آلاف جريح، متسببا أيضا بأضرار مادية جسيمة، ما أرغم 380 ألف شخص على ترك بيوتهم المدمرة أو المتصدعة. ومما لا شك فيه أن هذا الحادث المأساوي ساهم في تفاقم الأزمة الاقتصادية، في وقت لم تظهر فيه بعد الحقيقة بشأن المسؤوليات.
Comments are closed.