عيد ميلاد أم الله
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الثامن من أيلول سبتمبر بميلاد سيّدتنا مريم العذراء أم الله.
وردت كثير من الرموز والألقاب عن العذراء مريم في العهد القديم، منها: “المُشرفة كالصبح الجميلة كالقمر الساطعة كالشمس”، ووصفها بأوصاف غاية في الجمال في العهد الجديد.
هي البتول الأكثر تميّزًا، والعذراء الأقرب إلى الكمال بين المخلوقات.
وورد ذكر مريم العذراء في كثير من الآيات في العهد الجديد يصعب حصرها، منها: ممتلئة نعمة، آمة الربّ، مباركة بين النساء، تطوّبها جميع الأجيال.
كان والدا مريم العذراء طاعنَين في السن عندما استجاب الله لصلاتهما ورزقهما الابنة المختارة التي أدخلت عليهما الفرح والسرور، وأصبحت فيما بعد أمًّا للمسيح الكلمة المتجسد. حسب التقليد وُلدت مريم العذراء في القدس في مكان يُدعى اليوم دير القديسة حنّة. وكان والداها قد نذرا نذرًا للربّ أنّهما إذا رُزقا طفلاً أو طفلة أن يخدم المولود في الهيكل.
يقول سفر التكوين “وأجعلُ عداوة بينك وبين المرأة، وبين نسلك ونسلها. فهو يسحق رأسك، وأنت تُصيبين عَقِبَه”. في هذه الآية يخاطب الله الشيطان. وتبيّن الآية أنّ الشيطان لديه عداوة مع المسيح ومع والدته العذراء. ويفسّر آباء الكنيسة الكاثوليكية هذه الآية على أنّها تُشير إلى براءة المسيح ومريم العذراء من الخطيئة. ولو أنّ أيّ منهما ارتكب فعلاً الخطيئة ما كان في عداء مع الشيطان ولكن في الواقع متعاونًا معه في بعض الأحيان.
لدى قراءتنا للإنجيل المقدّس، هناك حقيقة هامة، ألا وهي تحية القدّيسة أليصابات لمريم العذراء حينما زارتها في عين كارم، هتفت إليصابات بأعلى صوتها –بوحي من الروح القدس–: “مباركةٌ أنتِ في النساء! ومباركةٌ ثمرة بطنك!”. يغفل الناس عن آيتين من كلام إليصابات في كثير من الأحيان. أولاً، الآية “مباركةٌ في النساء” وتعني جميع النساء اللواتي عشنَ على الإطلاق “واصطفاها فوق نساء العالمين” (بما في ذلك حوّاء أمّ جميع الأحياء التي خلقها الله بلا خطيئة).
ثانيًا، تصف الآية السيّد المسيح على أنّه “ثمرة” بطنها. ويقول الكتاب المقدّس أنّ “كلّ شجرة تُعرَف من ثمرها” و”ليس للشجرة الخبيثة أن تُثمر ثمارًا طيبة” فمن ثمارهم تعرفونهم”.
الكنيسة تؤكّد بالتالي وجاهة مريم العذراء وأيضًا شفاعتها ووساطتها بيننا وبين الله من أجل نيل النّعم التي نحن بحاجة إليها.
Comments are closed.