في ميلاد والدة الإله بقلم الأب فادي هلسا
هل يتراجع الله عن البركة التي أعطاها باللعنة ؟ بالطبع لا
من هنا نحن ننتظر تلك المرأة التي سيأتي منها من سيسحق رأس الحية فهو سيحرق الشيطان ويحل لعنة الأرض القديمة لتصبح بالصليب أرضا جديدة .
نحن ننتظر ميلاد تلك المرأة التي هي تابوت العهد الحي كما انتظر موسى الصناع اللذين صنعوا تابوت العهد القديم لكن تابوت العهد الجديد لن يصنعه صانع بشري بل هو صنعة يد الله فالله من صنعه تابوتا حيا ناطقا وسيجرده من كل عيب بحلول الروح القدس عليه وتظليله بقوة العلي ليغدو تابوتا مقدسا طاهرا خال من كل فساد لا ليجعل فيه لوحي العهد بل ليحل فيه الكلمة الأزلي المتجسد النار الآكلة ولا يحترق التابوت الحي .
ميلاد والدة الإله هو فرح المسكونة كلها لأنه منها سيأتي الخلاص لكل البشر ويخرج منها من سيسحق رأس الحية ويكون لها نسل في كل الأمم
بدأ ذلك النسل يتكاثر لوالدة الإله من عند الصليب وبأمر الرب المصلوب بالجسد حين قال لتلميذه الحبيب هو ذا أمك وأخذها ذلك التلميذ إلى خاصته
وتكاثر النسل حين أصبحت العذراء أم الرسل جميعا حين كانت معهم في علية صهيون تنتظر معهم حلول الروح القدس .
وبنمو الكنيسة منذ عظة بطرس الأولى تصبح العذراء أم كل من آمن واعتمد لتكون أم الكنيسة في الكون كله وبحسب أمر الرب القائل في كلمته المقدسة :
«تَرَنَّمِي أَيَّتُهَا الْعَاقِرُ الَّتِي لَمْ تَلِدْ. أَشِيدِي بِالتَّرَنُّمِ أَيَّتُهَا الَّتِي لَمْ تَمْخَضْ، لأَنَّ بَنِي الْمُسْتَوْحِشَةِ أَكْثَرُ مِنْ بَنِي ذَاتِ الْبَعْلِ، قَالَ الرَّبُّ. أشعيا 54 : 1
تستبشر المسكونة كلها في 8 أيلول بميلاد والدة الإله لتكون أما للمسكونة وكل المؤمنين فيها ويكون نسلها أكثر من نسل أي امرأة ذات رجل .
نادى أشعيا منذ القديم والدة الإله التي لم تنجب غير المسيح بقوله ترنمي وأجابت العذراء بالترنم بنشيدها الرائع مستجيبة لنداء أشعيا النبي .
سنفرح بميلادك يا أم الكلمة الأزلي وسنفرح به كميلاد أم لنا فأنت لنا لستِ أما عادية بل أما أبدية لن يفصلنا عنكِ حتى الموت .
أيتها المباركة في النساء ذات الحظوة عند الإله الكائن قبل الدهور :
تقبلي كلماتي هذه واقبليها من كل المؤمنين ولا تنفكي متضرعة ومبتهلة لأجلنا أمام عرش ابنك وإلهك ليحل سلام الرب في قلوبنا بصلواتك تلك .
وأن تُنجي نسلك الذي أصبح بنينا لك بالإيمان من كل شر ومن كل مصيبة وأن تمني بصلواتك علينا لأجل اعتدال الأهوية ونطلب صلواتك لأجل المطر وغلال الأرض لكي يبارك الرب بجوده وصلاحه الأرض وما عليها .
نطلب صلواتك لأجل كل مريض يطلب صلواتك للشفاء .
ونطلب بتضرعاتك أيضا أن تردي الضالين إلى حظيرة خراف ابنك لنكون شعبا مقدسا وكهنوتا ملوكيا .
مباركة أنت في ميلادك
مبارك البطن الذي حملك
مبارك هو الله الذي قدسك واصطفاك أما للكلمة الأزلية
آمين
الأيقونة المرفقة تبين ميلاد والدة الإله مريم
Comments are closed.