الجذور والتأمل: الشجرة تعلّمنا الجذور والمغارة تدعونا إلى التأمل.
استقبل قداسة البابا فرنسيس صباح اليوم السبت في قاعة بولس السادس في الفاتيكان مقدّمي شجرة ومغارة الميلاد هذا العام الموضوعتين في ساحة القديس بطرس، وأيضا مغارة الميلاد الموضوعة في قاعة بولس السادس، ووجه كلمة للمناسبة حيّا فيها جميع الحاضرين بدءا من أسقف تريفينتو وكاهن رعية سوتريو في إيطاليا. كما حيّا الأب الأقدس السلطات المدنية الحاضرة وخصوصا وزير خارجية غواتيمالا ورئيس إقليم فريولي فينيتسيا جوليا وعمدتي سوتريو وروزيللو في إيطاليا، وتوجّه بفكره أيضا إلى حرفيي الخشب الذين نحتوا تماثيل مغارة الميلاد، وإلى فتيان مركز ” Quadrifoglio” في روزيللو الذين حضّروا قسمًا من زينة شجرة الميلاد. وقال البابا فرنسيس إن شجرة ومغارة الميلاد هما رمزان يجذبان باستمرار الصغار والكبار، وأشار إلى أن شجرة الميلاد بأضوائها تذكّر بيسوع الذي يأتي لينير ظلماتنا، كما تقترح علينا تأملاً آخر: فكما الأشجار، يحتاج الناس أيضا إلى جذور، ذلك أن فقط مَن هو متجذر في أرض جيدة يبقى راسخا وينمو ويقاوم الرياح التي تهزّه ويصبح نقطة مرجعية لِمن ينظر إليه.
وإذ سلط الضوء على أهمية الجذور والأُسس المتينة الراسخة، شدد الأب الأقدس على أهمية الحفاظ على الجذور، في الحياة كما في الإيمان، وذكّر في هذا الصدد بكلمات بولس الرسول داعيا إلى أن نبقى متأصلين في يسوع المسيح (قولسي ٢، ٧). وتابع البابا فرنسيس كلمته متوقفًا عند مغارة الميلاد التي تحدثنا عن ميلاد ابن الله الذي صارا إنسانا ليكون قريبا من كل واحد منا، وأشار إلى أن المغارة، وبفقرها، تساعدنا لكي نكتشف الغنى الحقيقي لعيد الميلاد، وتذكّرنا بأهمية أن تكون هناك لحظات صمت وصلاة في حياتنا اليومية. فالصمت يساعد على أن نتأمل في الطفل يسوع، ونكون في علاقة حميمة مع الله.
الجذور والتأمل – قال البابا فرنسيس في كلمته – فالشجرة تعلّمنا الجذور والمغارة تدعونا إلى التأمل، داعيا إلى عدم نسيان ذلك، وأضاف أنه إذا أردنا الاحتفال حقا بعيد الميلاد فعلينا أن نكتشف من خلال المغارة الدهشة أمام صِغر الله الذي لم يولد في أبهة المظاهر إنما في فقر مذود. وللقائه ينبغي أن ننحني ونصير صغارا. وأشار الأب الأقدس إلى أن الصلاة هي الطريق الأفضل كي نشكر أمام عطية المحبة المجانية هذه، نشكر يسوع الذي يرغب أن يدخل بيوتنا وقلوبنا. إن الله لا يتركنا أبدا لوحدنا، إنه دائما بجانبنا في كل ظرف، في الفرح كما في الألم. إنه عمانوئيل، الله معنا، النور الذي ينير الظلمات والحضور الحنون الذي يرافقنا في مسيرتنا. وفي ختام كلمته، شكر قداسة البابا فرنسيس مجددا مقدّمي شجرة ومغارة الميلاد، وتمنى للجميع ميلادا مجيدا موكلا إياهم إلى حماية مريم أم الله وأمّنا، وطلب منهم أن يصلّوا من أجله.
Comments are closed.