تصريحات وتفسيرات بقلم الدكتور جلال فاخوري
في أحدث تصريح لقداسة البابا فرنسيس موجهه للمسؤولين في المسيرة المسيحية أن اذهبوا واستنشقوا رائحة أغنامكم وإخبرونا عنها كيف تسير، فخراف الكنيسة هي الكنيسة نفسها التي وُلدت لأجلهم/، والمسيحية مسرح كبير على سعته الجغرافية الكونية التي تحتاج دوماً إلى رعاية وعناية ونظرة كنسية ثاقبة، فحجارة الكنيسة هم مداميك كل المؤمنين ولنتذكر السامري الذي مرّ على الجريح في طريقه إلى أريحا فحمله وأولاه العناية.
المسؤولون في المسيحية هم ولاة العهد لحماية المؤمنين ولعّل تصريح البابا عن رعاية الأغنام المسيحية هي إيحاءات العقل الإلهي سيّما في أعياد الميلاد، وقد وجّه البابا الراحل قداسة يوحنا بولس الثاني مقاربة لتصريح البابا حول الرعاية للأغنام المسيحية لكن، لماذا تصريح البابا في هذه الأيام تحديداً؟ نسارع للقول أن العالم المضطرب والمرتبك بسبب الحروب والأزمات المتلاحقة التي تحّف بالعالم تستنهض همة الكنيسة ورئيسها للوعي على طبيعة الأزمات ومحاولة مسح آثار الحروب وجعل المسيحية واحة استقرار وإيمان.
المسيحية تعاني هذه الأيام شدّة وضيقاً، وتحاول الكنيسة إنقاذ المؤمنين بالعالم من براثن الجوع والعطش والضنك والمرض والتشّرد، وهي إفرازات الأوضاع الدولية الراهنة، سيما المهاجرين والمشردين، فمحنة المؤمنين في بِنِيْنْ ولبنان وسوريا والعراق وآسيا الوسطى، كلّها بفعل الضغوط الأمريكية التي تيسّر الهجرة في محاولات لإثارة الفتن والهيمنة. إنّ معركة العدالة والسيادة والكرامة تحتاج لمن يدافع عنها ويعيد للإنسان كرامته، فهل كانت تصريحات البابا فرنسيس على أهمية هذه الأيام؟ نعم، إنّ تحسس الكنيسة للأزمات الدولية تبعث بالدفع للدفاع عنها.
Comments are closed.