تعيد الكنيسة يوم 19 أذار عيد مار يوسف البار خطيب مريم العذراء والدة الإله. فهو أمثولة في الصّمت والكمال وجمال النفس، نموذج في العفّة والطهارة.
بسيط في حياته التي تواضعت
أمام سموّ فضائلها كلّ فلسفات الكون التي حُفظت في ذاكرة التاريخ على خلاف فلسفة هذا القدّيس الذي
اكتفى في أن يكون أباً بتولاً، عاملاً نشيطاً ومربياً متواضعاً ووديعاً خاضعاً لمشيئة الله الذي وثق به دون حدود.
إنّه يوسف النجار الفقير.
غناه قلبه، ثروته أخلاقه، اصطفاه الله بين جميع رجال إسرائيل ليؤدي أعظم رسالة
دُعي إليها بشريّ، فكرّس حياته وتعبه للعذارء مريم وليسوع ابنها.
فكاناً مثالاً في الإيمان الحيّ والتفاني
والمحبّة العظمى. كان ملاكاً حارساً لمريم والحافظ الأمين للطفل يسوع، والعين الساهرة على الكنز السماوي،
على الكلمة المتجسّدة، فعاشوا معاً كأهل السماء.
لم يذكره الإنجيل كثيراً في صفحاته، ولكن أظهر صورة يوسف الخطيب والأب الذي لم يضعف إيمانه لحظة
في وجه كلّ الصعوبات، بل كان يقوى عليها مطيعاً الآب متكلاً عليه ما زاده صبراً واحتمالاً في مسيرته المقدّسة
التي أزهرت في حقل الربّ كالزنبق الطاهر، فالحكمة هي التي هدت البار سبلاً مستقيمة تكلّلت برقوده بين يدي
مريم ويسوع مملوءاً نعمة وقداسة، إذ أعدّ له إكليل المجد في السماء، ليصبح شفيع الميتة الصالحة والنجارين
والعمّال والعائلات.
Comments are closed.