أختتام أعمال مؤتمر الكنائس الكاثوليكية في الشرق الأوسط
في عظته صباح يوم الأحد بمدرسة الأرض المقدسة في مدينة نيقوسيا القبرصيّة وجه البطريرك بشارة بطرس الراعي صرخة إلى الرب كي يبقى مع الكنيسة ويكن قوّتها حتّى يجد قادتها الحلول الحقيقيّة لأزمات مؤمنيهم في الشرق الأوسط. وصلّى كي يجعل الله من قوّة حبّه سندًا للمحتاجين والأكثر ضعفًا ويُضئ بنوره على ظلمات حياتهم ويجعل رؤساء الكنائس يقودون قطعانهم برجاء وفي خدمة السلام.
فقد احتفل الراعي بالذبيحة الإلهيّة في ختام مؤتمر «الكنيسة في الشرق الأوسط: متجذّرون في الرجاء» الذي انعقد في قبرص، بمناسبة عشر سنوات على توقيع البابا بنديكتوس السادس عشر الإرشاد الرسولي «الكنيسة في الشرق الأوسط». وشارك في القداس بطاركة الشرق الكاثوليك يوسف العبسي وإغناطيوس الثالث يونان وإبراهيم إسحق وبطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا ورئيس أساقفة قبرص للروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة.
توقّف الراعي في عظة ألقاها باللغة الإنجليزيّة على جملة: «ابقَ معنا يا رب» التي وجّهها تلميذا عمّاوس ليسوع القائم من الموت. اعتبر هذه الكلمات جسرًا يربط بين السابق والآتي في ذلك الحدث الإنجيلي.
وأضاف الراعي أنّ لقاء يسوع بالتلميذَين هو السينودس الأوّل في التاريخ. فعناصر السينودس الثلاثة موجودة به: تقرُّب الرب والاصغاء لهما، والتمييز على ضوء كلمة الله عبر مراجعة تعاليم موسى والأنبياء وكل الكتب، والوصول إلى الهدف أي الطلب من يسوع البقاء معهما، إذ عاشا معه خبرة المائدة وعرفاه فيها.
اعتبر البطريرك أنّ هذا اللقاء قد جدّد التزام التلميذَين بالرسالة عبر إعلان قيامة المسيح أساسًا للإيمان المسيحي. وشرح أنّ هدف لقاء رؤساء الكنائس في قبرص هو توضيح مهمّة جماعة المؤمنين المستقبليّة في الشرق الأوسط. وقال الراعي إنّه يقدّم اليوم هذه الذبيحة مع بقيّة البطاركة شكرًا لله على حضوره بينهم في الأيّام الثلاث الأخيرة، منيرًا ودالًّا إيّاهم على الطريق الصحيح. وفسّر أنّ في نص خبرة تلميذي عمّاوس السينودسيّة ثلاث ليتورجيّات: الكلمة، والتضحية والمائدة، والرسالة.
وفي الختام، وجّه الراعي كلمة باللغة العربيّة إلى السودانيّين لافتًا إلى أنّه يتابع أحداث وطنهم المؤلمة ويأسف لما يجري في بلدهم العزيز من سقوط ضحايا وتهجير. وأردف: «أنتم في قلبنا جميعًا. نذكركم في هذه الذبيحة الإلهيّة ونلتمس لكم السلام والطمأنينة بنعمة ربنا يسوع وآلامه وموته على الصليب وقيامته. نقول لكم ثقوا! الذي قام من بين الأموات يقيمكم مما تعانون».
Comments are closed.