ماذا يعني ان السينودس يمنح العلمانيين حق التصويت رصد وتحليل : الأب جورج شرايحه
منذ وصول البابا فرنسيس إلى كرسي القديس بطرس واعتلاء سدة البابوية طرأت مستجدات وتغييرات عديدة تمَّ إدخالها في تركيبة عمل الكوريا الرومانية واعتقد ان العمل مستمر واخر تلك التغييرات ما سيحدث بخصوص المشاركين في الجمعية العامة السينودسية في تشرين الأول أكتوبر المقبل في الفاتيكان.
حيث وبحسب اخبار الفاتيكان اي الموقع الرسمي لديه سيشارك كأعضاء مصوتين ٧٠ شخصًا غير الأساقفة، اختاروهم المجالس الأسقفية ومجالس الكنائس الشرقية وتمَّ تعيينهم من قبل الأب الأقدس، على أن تكون نسبة النساء ٥٠٪ وأن يتمَّ تقدير حضور الشباب.
وهنا ارصد تعليق بعض الأساقفة الكاثوليك على الحدث.
الكاردينال غريتش والكاردينال هوليريخ: “هذه ليست ثورة، بل غنى للكنيسة التي ستكون أكثر اكتمالاً”.
لم تتغير الطبيعة ولا الاسم – الذي يبقى سينودس الأساقفة – ولكن ستتغيّر تركيبة المشاركين في الجمعية العامة في تشرين الأول أكتوبر القادم في الفاتيكان حول موضوع السينودسيّة، والتي سيشارك فيها أيضًا ٧٠ شخصًا غير الأساقفة من بينهم كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين يعينهم البابا مباشرة، على أن تكون نسبة النساء ٥٠٪ وأن يتمَّ تقدير حضور الشباب.
سيكون لديهم جميعًا الحق في التصويت، وسيبلغ هكذا عدد الأعضاء المصوّتين في قاعة السينودس الجديد حوالي ٣٧٠ شخصًا من أصل أكثر من ٤٠٠ مشارك.
حتى اليوم كان هناك عدد قليل من الناخبين من غير الأساقفة وكانوا جميعهم أعضاء في المعاهد الرهبانيّة.
هذه هي التغييرات والمستجدات الرئيسية التي أدخلها البابا على السينودس الذي سيختتمه في الخريف (ليتابع بعدها في عام ٢٠٢٤) المسيرة السينودسيّة التي بدأها في عام ٢٠٢١ والتي شملت أبرشيات القارات الخمس.
وفي هذا السياق أكّد الكاردينال ماريو غريتش الأمين العام لسينودس الأساقفة والكاردينال جان كلود هوليريخ المقرّر العام للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة في لقاء عقد في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي أنَّ هذه المستجدات ليست ثورة وإنما تغيير مهم. وبالتالي فهذه الأحكام الجديدة، التي وجّهت اليوم في رسالة إلى رؤساء الجمعيات القارية التي عُقدت في إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط وأوقيانيا، لا تلغي التشريع الحالي، الدستور الرسولي “Episcopalis Communio ” لعام ٢٠١٨ الذي ينص بحضور أعضاء “غير الأساقفة “.
ومع حداثات اليوم – المبررة في سياق المسيرة السينودسيّة التي أراد البابا فرنسيس أن يبدأها “من الأسفل” – نحصل على العدد الدقيق: ٧٠ شخصًا غير الأساقفة من بينهم كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين يأتون من الكنائس المحليّة كممثلين لشعب الله، وبالتالي لن يكون هناك بعد اليوم مشاركين “مُستمعين”.
إن هذا القرار – أوضحت الأمانة العامة للسينودس – يعزز صلابة العمليّة ككل، ويُدخل في الجمعية العامة الذكرى الحيَّة للمرحلة التحضيرية، من خلال حضور بعض الذين كانوا روّادها. وبهذه الطريقة لا تتأثر الخصوصية الأسقفية لجمعية السينودس، بل يتمُّ التأكيد عليها”. وفي هذا السياق أكّد الكاردينال جان كلود هوليريخ المقرّر العام للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة أننا نتحدّث فقط عن نسبة ٢١ ٪ من الجمعية العامة التي تبقى جمعية أساقفة، مع مشاركة محددة لعدد من الاشخاص من غير الأساقفة؛ وحضور هؤلاء الأشخاص يضمن الحوار بين نبوءة شعب الله وتمييز الرعاة، إنها الاستدارة التي تمَّ تطبيقها في جميع مراحل العملية السينودسيّة. وبشكل مُفصّل، يتم تعيين الأعضاء “من غير الأساقفة” من قبل البابا فرنسيس من قائمة تضم ١٤٠ شخصًا تم تحديدهم من قبل المجالس الأسقفية وجمعية بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية (٢٠ لكل منها).
بمعنى آخر، سيتعين على كل جمعية قارية أن تقترح قائمة من ٢٠ اسمًا وسيختار البابا عشرة من هذه الأسماء، على أن تكون نسبة النساء ٥٠٪ وأن يتمَّ تقدير حضور الشباب: “لأن عالمنا هو على هذا النحو” مثل هذا” كما أوضح الكاردينال ماريو غريتش والكاردينال جان كلود هوليريخ.
كما سيُمنح أيضًا حق التصويت خمس راهبات وخمسة رهبان يتمُّ انتخابهم من قبل اتحاد الرئيسات العامات واتحاد الرؤساء العامين.
حداثة أخرى هي أنه سيشارك في الجمعية أيضًا – ولكن من دون حق التصويت – “خبراء”، أشخاص أكفاء في مختلف الصفات بشأن الموضوع الذي تتمُّ مناقشته. سيكون هناك أيضًا مندوبون أخوة وأعضاء في كنائس أخرى وجماعات كنسية. وللمرة الأولى، ستظهر شخصيات “الميسرين” في قاعة السينودس، وهم أيضًا خبراء سيسهلون العمل في مختلف الأوقات.
وأوضح الكاردينال ماريو غريتش، أنه خيار وُلِد من خبرة مجموعات الدراسة “التي أظهرت لنا كيف يمكن لهؤلاء الخبراء أن يخلقوا ديناميكية يمكنها أن تكون مُثمرة”. “هناك أساقفة لم يشاركوا أبدًا في السينودس، لذلك يجب تسهيل البعد الروحي”، أوضح الكاردينال جان كلود هوليريخ، مُسلِّطًا الضوء على واقع أنه سيكون هناك أيضًا في الجمعيّة للمرة الأولى أساقفة من بلدان ليس لديها مجلس أساقفة مثل اللوكسمبورغ وإستونيا ومولدوفا.
وهكذا، خلص الكاردينال ماريو غريتش والكاردينال جان كلود هوليريخ إلى القول “ستكون الكنيسة ستكون أكثر اكتمالاً وسيكون من دواعي سرورنا أن تكون مجتمعة بأسرها في روما”.
Comments are closed.