البابا فرنسيس يطلق اصطلاحاً جديداً بقلم الدكتور جلال فاخوري


اطلق البابا فرنسيس من هنغاريا اصطلاحاً سياسياً غير
مسبوق ولم يخطر على بال احد في العالم سابقاً وهو ان
الحروب تقع من الطفوله او هي مراهقه عقليه تحتاج
للتهذيب وازالة ما يعلق من الحروب من همجيه واحياناً
وحشيه والطفوله كما نعلم لا تعلم مآسي الحروب وما
ينتج عنها من كوارث وفواجع وآلالام ووصف الحروب
بنوع من الطفوله هو استهتار بعقول الذين يحرضون
على الحروب او يزودونها بالسلاح والمال او الذين
يختلقون الاسباب لنشوب الحروب وبتجرد ووعي وتدقيق
متأني يمكن فهم مثل هذا الاصطلاح ووعي مقاصده.


والبابا فرنسيس يلمح باصطلاحه هذا الى زعماء الغرب
الساعون الى استمرار الحروب ويحاربون السلام. وهذا
الاصطلاح ينطوي على فلسفه لم تكن مستعمله في السلم
او الحرب وهو غير مسبوق لانطوائه على جهل او
تجاهل المآسي والفواجع والكوارث والآلام. والبابا
فرنسيس لم يترك فرصه الا ويدعو فيها للسلام والدعوه
الى نبذ الحروب وتجنب الكوارث وتخليص البشريه من
الالام الحروب . كما ينطوي هذا الاصطلاح على اخلاقيه
عاليه وضمير حي واعٍ لما في هذا الاصطلاح من اخلاقيه
وانعدام الضمير والروح الانسانيه المستمده من الروح
الالهيه. ومنذ البابا بولص السادس سنة 1963 م حين
القى في الامم المتحده خطاباً ينبذ فيه الحروب ويدعو
للسلام والبابوات الذين خلفوه كانوا كلهم دعاة للسلام
حسب مفهوم العقيده المسيحيه للسلام. وبالرجوع الى
مصطلح الحروب طفوله ومراهقه عقليه نكتشف شفافية
الاصطلاح لما ينطوي عليه من تهذيب وتقاليد دبلوماسيه.
وبقليل من الوعي على عمق المعنى للاصطلاح نرى كم
من الوعي الفلسفي يتمتع به البابا فرنسيس والبابوات
يوحنا بولص الثاني وبندكتوس السادس عشر الراحل
ولما للفاتيكان مكانة انسانيه رفيعه. كما ان الاصطلاح
جميل وراقٍ سياسياً ودبلوماسياً وهو بحد ذاته يعتبر
هجوماً على دعاة الحروب المتوحشين الهمجيين.

Comments are closed.