الحزن والألم حتى الموت د.باسمة السمعان
“عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي” (مز94: 19 .
تعتبر وفاة الشخص المقرب من أصعب التجارب العاطفية التي يمر بها الإنسان، حيث يصاب الفرد بألم الفراق والحزن الذي يسبب له الكثير من الحزن والأسى والألم حتى الموت . وللأسف، فإن وفاة الشخص المقرب قد تكون قاسية جدًا وقد تترك آثارًا عميقة على الفرد.
عند وفاة الشخص المقرب، يشعر الفرد بالفقدان والحزن الشديد، حيث يعاني من وجع القلب والفؤاد والشعور بالفراغ والوحدة. كما يشعر الفرد بالغضب والحنين والإحباط والانزعاج، وهذه الأحاسيس تزداد قوةً خلال المناسبات الخاصة مثل الأعياد والأعياد الدينية والمناسبات العائلية.
ويؤثر الألم الناجم عن وفاة الشخص المقرب على حياة الفرد بشكل كبير، حيث يشعر بالضياع والتوهان وعدم القدرة على التركيز. وبالتالي، يصبح من الصعب عليه ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي وإكمال مهامه اليومية.
يوصي الخبراء بأن الفرد يتعامل بصورة إيجابية مع وفاة الشخص المقرب، وأن يطلب الدعم والمساعدة من الأصدقاء والعائلة والمحبين والاشخاص الروحانيين . كما يمكن للفرد العمل على تحسين نمط حياته العاطفي والتغلب على وجع الفراق عن طريق المشاركة في الأنشطة التي تساعده على التغلب على الحزن وتحسين مزاجه ونوعية حياته.
كما أن الفرد يمكنه التعامل مع الألم الناجم عن وفاة الشخص المقرب عن طريق الحفاظ على روتين حياته اليومية، بما في ذلك ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتغذية الصحية، والحصول على قسط كافي من النوم.
وينبغي للفرد أيضاً السماح لنفسه بالبكاء والتعبير عن مشاعره، فالبكاء هو طريقة صحية للتعامل مع الألم والحزن. ولا ينبغي للفرد أن يتعرض للضغوط من قبل المحيطين به حول الشعور بالحزن، بل يجب عليه أن يتحلى بالصبر والتفهم والتعامل بلطف مع نفسه.
ويمكن للفرد التعامل مع الألم الناجم عن وفاة الشخص المقرب أيضاً من خلال البحث عن طرق للتحسين من حالته العاطفية، مثل الذهاب إلى مجموعات دعم الحداد والخدمات الاستشارية، والتحدث مع الأصدقاء والعائلة والمحبين عن مشاعره وتجربته.
وبهذه المناسبة اوصي بانشاء مراكز لدعم الحداد ومراكز استشارية لمساعدة المحزونين تتضمن هذه المراكز نخبة من الاطباء النفسيين والمعالجين الاجتماعيين ورجال دين متخصصين بزرع بذار الأمل والرجاء لمساعدتهم للخروج من ازماتهم لأن عدم معالجة الم الفراق يؤدي بالفرد الى الاكتئاب واليأس ومن ثم الانتحار .
يقول الكتاب المقدس عن التعزية : ” مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ” (2كو1: 3، 4).
“وَرَبُّنَا نَفْسُهُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، وَاللهُ أَبُونَا الَّذِي أَحَبَّنَا وَأَعْطَانَا عَزَاءً أَبَدِيًّا وَرَجَاءً صَالِحًا بِالنِّعْمَةِ، يُعَزِّي قُلُوبَكُمْ وَيُثَبِّتُكُمْ فِي كُلِّ كَلاَمٍ وَعَمَل صَالِحٍ” (2تس2: 16، 17).
Comments are closed.