الكنيسة الارثوذكسية تحتفل بعيد الإستقلال الـ 77 بحضور رصين للجيش وهيبة الاطلالة العسكرية
أقامتِ الكنيسةُ الأرثوذكسيَّةُ الأحد صلاةَ المجدَلَة الكُبرى (الذوكصولوجيا) احتفالًا بعيدِ الإستقلالِ السّابع والسبعينَ للمملكةِ الأردنيَّةِ الهاشِميّةِ، بعد إنتهاءِ خدمة القدّاس الإلهيّ الذي ترأّسَه صاحِبُ السّيادةِ المطران خريستوفوروس مطران الأردن للروم الأرثوذكس في كاتدرائية دخولِ السّيّدِ إلى الهيكل – الصّويفيّة.
حيث تحتفلُ الكنيسة الرومية الأرثوذكسيّة بالأعيادِ الوطنيّةِ الرّسميَّةِ كما هو متَّبَعٌ في التّقليدِ الكَنَسيّ للبطريركيّةِ المقدسيَّةِ فَتَرفعُ الصلاةَ ابتهالًا للهِ ليحفَظَ وطنَنا الحبيبَ الأردنَّ وقيادَتَهُ الهاشميّة الحكيمةَ وحكومَتَه الرّشيدةَ وشعبَهُ الأمين.
فبهذهِ المناسبةِ قال صاحبُ السّيادةِ: أصحاب المعالي والسعادة من وزراء وأعيان ونواب، حَضراتِ القادَةِ العَسكريين والأمنيين، مُمثلي عُطوفةَ رَئيسِ هيئةِ الأركانِ المُشترَكةِ اللواء الرّكن يوسف الحنيطي وعُطوفةَ مُديرِ الأمنِ العَام اللواء عبدالله المَعايطة قدس الآباء الأجلاء، أبناءنا وبناتنا المحبوبون بالرب بغبطةٍ نُرحبُ بجليلِ قُدومكم، فأهلاً وسهلاً
أما بَعد،
إنّهُ لَفرحٌ عَظيمٌ يُعادُ باجتماعِنا اليومَ هُنا، رافعينَ صَلاتَنا لأجلِ استقلالِ بَلدِنا العَزيزِ السّابعِ والسَّبعين، مُستذكرينَ إنجازاتِ الأوائل الذين أنشأوا دَولتَنا الأردنيّةَ قَبلَ عَشَرةِ عُقودٍ ويَزيد، واضعينَ أساساتٍ مَتينةً ليكونَ الأردنُّ بلداً باقياً للجَميع، وهذا ما كانَ ونحنُ فيهِ الآن بَاقون.
أبناءنا وبناتِنا الأعزاء،
عَلِّموا أولادَكم وبَناتِكم أنّ استقلالَنا لم يَأتِ بيُسرٍ ورَاحة، عَلّموهم أنّ المُحافظةَ عليهِ أصعَب، عَلّموهم أنّ رِوايتَنا هُنا في الأردن مُختلفة، عَلّموهم بأنّ جَيشنا العَربي هُو مَن سَاهمَ في بناءِ مُؤسساتِ الدّولة الأردنية وليست المُؤسساتُ مَن بَنَتْ الجَيش كما حَدثَ ويحدثُ في دُولٍ عَديدة، فعندما نقولُ أنّ القواتِ المُسلّحةِ الأردنيّةِ هي النّواة، فللجُملةِ مَعنىً، لهذا فإنّ إطلالَكُم الزاهي اليومَ في الكنيسة، مُمثِّلينَ أركاناً عَسكريةً مُختلفة، هو المَعنى.
في هذهِ الأيامِ المُبارَكَةِ تَتوالى عَلينا مَواعيدٌ مِنَ البَهجةِ والأفراحِ الجَامعةِ الوَطنية، فمِن ذِكرى الإستقلالِ، إلى فَرحِ مَليكنا عَبدالله المُفدّى أدامَ الله عِزّهُ بزفافِ ولي عَهدهِ وبكرهِ الحُسين بعدَ أيامٍ، إلى يَومِ الجُلوسِ المَلَكي وعِيدِ الجَيش، نُقرِنُ سُرورَنا بالدُّعاءِ لله لأن تُرافِقَ البَركةُ كلَ إبتسامةٍ وفَرحِ قلبٍ، ولِسانُ حَالنا يُردّدُ دَائماً “من أجلِ مُلوكنا الحَسني العِبادةِ وكلِ بَلاطِهم وجُندِهم، إلى الربِ نَطلب”
أيها الشعبُ المُؤمنُ الحَاضرُ هُنا، ومَن يُتابِعُنا عن بُعدٍ ويُصلّي مَعَنا، الكنيسةُ لا تنظرُ ليومِ الاستقلالِ كمُناسبةٍ احتفاليةٍ، بَل سَبباً لاستمرارِ العَملِ والمُراجعةِ والإنتاج، الكنيسةُ تَنظرُ ليَومِ الإستقلالِ نظرةَ مَسؤوليةٍ كبيرةٍ، مَفادُها الاستقرارُ الذي نعيشهُ في الأردنّ نتيجةَ ثباتِنا مَعاً، وفي هذهِ المُناسبةِ العَطرَةِ نَتذكّرُ ونُذّكِرُ العالمَ أنّ رِسالةَ قواتِنا المُسلحةِ الأردنيّةِ (الجَيشَ العَربيَّ الباسل) تَجاوَزت صونَ استقرارنا وحِمايةَ أرواحِنا، بَل أبعَدَ، لإنفَاذِ رَسائلَ إنسانيةٍ سَاميةٍ خارجَ حُدودِ الوَطنِ مِن خِلالِ قواتِ حِفظِ السّلامِ وفِرَقِ الإنقاذ، لصَونِ أرواحٍ بَريئةٍ وعِلاجِ جراحاتِ مَظلومينَ ومَنكوبين، وإطعامِ جَوعى ومَكلومينَ، وعنَد اللزومِ فرضَ السّلامِ في بلادٍ استباحَتها الدّماء، فمَا أعظمَ ما أنتم عَليهِ يا صانعي السّلام “طوبى لصانعي السّلام لأنّهم أبناءَ الله يُدعَون”
الحُضورُ الكريم
اليَومَ ونَحنُ نُصلّي إلى الله القديرِ عزَ وتَمَجَّدَ اسمُهُ، ومَعكم وأنتم كَوكبةٌ رفيعةٌ تُمثِّلُ قُواتِنا المُسلَّحَةَ الأردنيّةَ وأمنَنا العَام، نَترحّمُ على جميعِ شهدائِنا الذين قَضَوْا لأجلِنا، مَاتوا مُستشهدينَ ليبقى هذا الوطنُ عَزيزاً واقفاً، ماتوا مُستشهدينَ لنحيا نحنُ فيهِ بكرامة. ونحنُ نصلّي لخيرِ بِلادنا وشَعبنا الطيب تَرِدُ إلى أذهانِنا أسماءُ مُلوكنا في هذا اليوم المُبارك، مِنَ الشريف الحُسين بن علي مَلكِ العَرب، والشهيدُ المَلك عبدالله الأول الذي أعلن الاستقلالَ مِن قَصرِ رَغدان العَامر وكانَ يَوم سَبت، والمَلك طلال والمَلك الحُسين رَحمهم الله جميعاً وليكن ذِكرهم مُؤبداً، الى الملكِ عبدالله الثاني حفظهُ الله ورعاه لسنينَ عَديدة.
وأخيراً، إذ تمتلئُ قلوبُنا مَسرّةً، نرسلُ مَعكم باقاتِ تَهنِئةٍ لمَقامِ صاحبِ الجلالةِ الهاشميَّةِ الملكِ عبدالله الثّاني ابنِ الحُسينِ المُعَظَّمِ (مَلكِ المَملكةِ الأردنيةِ الهاشميّةِ والوَصيّ على أوقافِ ومُقدَّساتِ المَسيحيينَ والمُسلمينَ في المَدينةِ المُقدسة القُدسِ الشريف) ووليِّ عهدِهِ الأمينِ صاحِبِ السُّمُوِّ المَلَكيِّ الأميرِ الحُسينِ بنِ عبدالله الثّاني المُعَظَّمْ والعائِلةِ الهاشِميَّةِ الكريمَةِ، بمناسبةِ عيدِ استقلالِ الأردنّ السّابعِ والسَبعين، وبإستبشارٍ عَظيمٍ نبارِكُ لصاحبَي الجلالةِ الملك عبدالله والمَلكة رانيا بقربِ مَوعدِ زفافِ الحُسين فرحِ الأردنيين جَميعاً.
أحِبَّتَنا العَسكريّينَ أبناءَ وبناتِ الجَيشِ العَربيّ والأجهزةِ الأمنيَّةِ، أعيدُ ما ذكرتُ العامَ الماضي “حُضورُكُمُ اليومَ بَينَنا أكملُ صورَةٍ أردنيَّةٍ مَهيبة، مَدنيّينَ وعَسكريّين مؤمنينَ بالله الواحد وبوطنٍ صَامدٍ وقائدٍ رائِد”. كلُ عامٍ وأنتم والمملكةُ بخير
شارَكَ في الخدمَةِ جمع من الأباء الكهنة والشمامسة بحضور عطوفة مدير عام الخدمات الطبية الملكية د. يوسف زريقات ممَثِّلًا هيئةَ الأركانِ المُشترَكَةِ والعقيد خليفة غالب يعقوب طاشمان ممَثِّلًا عطوفةَ مديرِ الأمنِ العامِّ وكوكبَةً من كِبارِ ضُبّاطِ القوّاتِ المسلَّحةِ الأردنيّة، الجيشَ العربيّ والأمنّ العامّ وعددٍ من الدبلوماسيّينَ ووزراءَ وأعيان ونواب وشخصيّاتٍ رسميّةٍ وإعلامية وعامَّةٍ وسَطَ جمهورِ المؤمنينَ وأبناءِ الرّعيّة.
بعد انتهاءِ القدّاس توجَّهَ الجميعُ إلى قاعة الكنيسة لتبادل التّهاني احتفالاً باستقلال الأردنّ .
Comments are closed.