طلاب من المعهد الفرنسيسكاني في زيارة إلى تركيا على خطى القديس بولس
نظم المعهد الفرنسسكاني البيبلي في القدس رحلة إلى تركيا للتعرف على تاريخ الايمان في ذلك البلد من ناحية أثرية وتاريخية وثقافية.
وقد شارك في هذه الرحلة 26 طالبًا ممن ينتمون إلى المعهد البيبلي الفرنسيسكاني في الفترة الممتدة ما بين 19 حزيران و 2 تموز، يرافقهم الأب يونس دميرشي. وتعتبر هذه الأنشطة مصدر فخر لـلمعهد، الذي لطالما كان ملتزماً بضمان حصول طلابه على تجربة ملموسة وكاملة للأماكن المرتبطة بالكتاب المقدس.
اسطنبول وكابادوكيا
خصصت الأيام القليلة الأولى لزيارة إسطنبول، مع كاتدرائية أغيا صوفيا، جوهرة الثقافة البيزنطية، المعروفة اليوم باسم “المسجد الأزرق”. اختتم البرنامج الثقافي المكثف برحلة قصيرة بالقارب في مضيق البوسفور. ثم توجهت المجموعة لزيارة كابادوكيا: وبالأخص وادي جوريم، بكنائسه المنحوتة في الصخر، أوشيسار، وزيلفي و “المداخن الجبلية الطبيعية” الشهيرة، اضافة إلى إحدى المدن التي تقع تحت الأرض والتي استخدمها المسيحيون كملاذ لهم في زمن الاضطهاد. كما والتقى الطلاب بالمطران باولو بيتزيتي، النائب الرسولي في الأناضول.
على خطى بولس …
في 24 حزيران، وصلت المجموعة إلى طرسوس، مسقط رأس القديس بولس. يقع هناك أيضاً، وفقًا للتقاليد الإسلامية، قبر النبي دانيال. واستمرت الجولة بزيارة كنيسة منحوتة في الصخور، هي ملجأ القديسة تيكلا لسنوات عديدة وحيث كانت تقيم جماعة رهبانية مزدهرة. زار الطلاب كذلك قونية (أيقونيا القديمة)، حيث يوجد أيضًا ضريح المتصوف الفارسي، المعروف باسم الرومي، وتابعوا من ثم طريقهم نحو أنطاكية بيسيدية، حيث حوكم بولس وبرنابا. زارت المجموعة بعد ذلك باموكالي (هيرابوليس القديمة) مع الشلالات المتحجرة الشهيرة والكنيسة التي يقع فيها قبر القديس فيليبوس.
… وخطى مريم
في 28 حزيران، بدأت المجموعة يومها بالقرب من أفسس، حيث أقيم القداس الإلهي في المكان الذي يُعتقد بأن مريم عاشت فيه مع التلميذ يوحنا. هنا قام الطلاب بزيارة المكان المقدس الذي تسهر على النهاية به مجموعة من الرهبان الكبوشيين وحيث تقع أيضاً كنيسة بازيليكية مخصصة للرسول يوحنا، إذ توجد رفاته هناك. وفي أفسس القديمة أيضاً، قامت المجموعة بزيارة أنقاض الكنيسة التي عُقدَ فيها “مجمع أفسس” عام 431، والمدارس التي ألقى فيها المعلمون تعليمهم وحيث كان القديس بولس أيضاً على الأرجح يعظ.
الثقافة اليونانية
كانت الأيام الأخيرة بمثابة انغماس في الثقافة اليونانية، بدءًا من مدينة ميليتس. ويروي لنا سفر أعمال الرسل أن القديس بولس قد استقبل شيوخ أفسس هنا للمرة الأخيرة، تاركًا وصية روحية. وصل الطلاب إلى برييني، ثم إزمير (سميرن القديمة) وسارديس وبيرغامون – آخر كنيستين بين الكنائس السبعة المذكورة في سفر رؤيا القديس يوحنا. كانت آخر محطة للمجموعة هي آسوس وتروي القديمة، والتي لم يتبق منها سوى القليل من الآثار.
Comments are closed.