عظة البطريرك ساكو


نبدأ هذا الأحد زمناً جديداً من دورتنا الليتورجية هو موسم إيليا النبي، الذي يدعونا إلى إعداد ذاتِنا إعداداً لائقاً للانضمام إلى أبناء وبنات الله من خلال توبة جذريّة وندامة واهتداء يومي متواصلٍ.

وعن إنجيل هذا الأحد (لوقا 19/ 1-10)، يعلّمنا مَثَل زكّا العشار ثقافة الاعتذار والندامة على الخطاُ. من المؤسف جداً ان ثقافة الاعتذار عن الخطأ غير رائجة في مجتمعنا، بل ان الإصرار (العناد) وتبرير الأفعال لتحصين الذات هو السائد، لذلك لا يوجد تغيير! هذه العقلية لا تقبل التغيير . هنا يأتي دور التعليم والتربية البيتية في العائلة، والكنيسة والجامع/ في ترسيخ ثقافة الاعتذار والندامة.

زكّا رئيس للعشارين (جامع الضرائب) أي من طبقة الفاسدين المتنفذة كما الحال عندنا. همهم الحصول على مزيد من المال وليس خدمة البلد والمواطنين. لذا يرفضه الجمهور، يسوع يأتي الى أريحا ويمر بجانب الشجرة وكانه متعمد ليرى زكا، ويقول له سأكون عندك للعشاء… زكا ينزل بسرعة، يعود الى بيته لاستقبال يسوع.

نظرة الرب يسوع وكلامه البسيط إخترقا قلبه، مما جعله يقوم بعمل صالح يجسّد توبته: “اني أعطي الفقراء نصف أموالي، وان كنت قد ظلمتُ أحداً شيئاً اردّه عليه أربعة أضعاف” (لوقا 8/ 19). وأمام ردة فعل الجمهور، يجيب يسوع: “لقد حصل الخلاص لهذا البيت… أي ليس فقط زكا، إنما بيته.

الأفعال هي ما تؤكد صدق الشخص وليس الكلام… هل نَعي الأفعال ونستوعب الدرس؟
– زكا يعلّمنا ان ننتبه الى الفرص التي تحمل لنا نعمة الله وبركته ولا أن نفوتها؟
– زكا يعلمنا ان نتجاوز العقبات لكي نتمكن من لقاء يسوع والسير على خطاه وتطبيق تعليمه. معه نتغير وننمو ونتكامل!

Comments are closed.