هل يجب على المرأة ان تغطي رأسها عند دخول الكنيسة


كتب الأب فادي هلسا

وردنا العديد من الرسائل والطلبات من الإخوة القراء حول مسألة تغطية رأس المرأة عند دخول الكنيسة وعند مناولة الأسرار المقدسة خصوصا هل هي عادة مسيحية ؟ وهل يجوز للمرأة دخول الكنيسة عارية الرأس ؟ وماذا عن الرجل هل يغطي رأسه عند دخول الكنيسة أم يكشف رأسه ولماذا . هل يجوز أن ترتل المرأة في الكنيسة بصوت مسموع ؟
ولا بد أن نُجيب من يتساءلون لتعم الفائدة ويكون الجميع في النور لتجنب العثرات .
بدءا علينا مطالعة المواقع التالية في العهد الجديد :
1 – رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس الأصحاح الثاني
2 – رسالة الرسول بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح الرابع .
ومن ثم نفسر ما ورد فيهما من كلمات الوحي تفسيرا منطقيا .
في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس يؤكد الرسول على وقار بنات الله الورعات التقيات اللواتي يأتين الكنيسة للصلاة والتقديس بالأسرار ومفهوم ضمنا أن بنات الله يجب أن يختلفن في سلوكهن عن بنات العالم بالكامل .
وهنا يؤكد الرسول بولس على الحشمة في اللباس لا بضفئر وتساريح شعر غالية الثمن ولا بالملابس الفاخرة والذهب بل ما يليق بنساء ورعات هدفهن الصلاة والتضرع لله وهذا يختلف تماما مع البذخ والتبرج فهنالك الأغنياء والفقراء لكن أمام الرب الجميع كأسنان المشط متساوون والرب ينظر القلوب لا الزخارف الخارجية .
ومفهوم الحشمة يقصد به بالنسبة للمرأة التستر بالملابس المناسبة للكنيسة والتي لا تكشف الجسد بطريقة منافية لأخلاق من يأتي للصلاة ، وفي مجتمعاتنا الشرقية وخصوصا في المدن الكبرى يعاني الكهنة كثيرا عندما يصطدمون بمفهوم الحشمة خصوصا في المناسبات الكبرى ويقعون كثيرا في مواقف محرجة تتسبب في مشاكل عديدة للآباء وللمصلين .
أوكد هنا على ضرورة التقيد بهذا الأمر لأهميته القصوى بالنسبة للنساء اللواتي يدخلن الكنيسة وهذا ليس تعليمي الشخصي بل تعليم كلمة الله الواضحة وضوح الشمس وليس اجتهادا آبائيا أبدا .
نحن لا نمنع النساء من ارتداء الملابس الفاخرة أو التزين بالحلي أو تسريح الشعر لكن نؤكد على من يحضرن للكنيسة أن يحضرن بنية الصلاة لا بنية التبرج والتزين ولفت الأنظار وطبعا لا أقصد الجميع بذلك .
نأتي الآن إلى ما ورد في رسالة الرسول بولس في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح الرابع .
مدينة كورنثوس هي مدينة تقع جنوب اليونان وقد كانت مشهورة وقت الرسول بولس باستفحال الوثنية وانتشار الدعارة والزنا علنا في الشوارع وكذلك الافتخار بالممارسات الوثنية بشكل فاضح .
هذه المدينة عانى فيها الرسول بولس كثيرا وكثيرا جدا لتعصبها للوثنية واندساس الوثنيين والزناة بين المؤمنين لإثارة الغرائز والحنين للديانة الوثنية لدرجة أن الرسول بولس بعث لكنيستها التي أسسها بثلاث رسائل فُقدت الأولى منها ووبخهم على ممارسات كالتعامل مع جسد الرب ودمه في الأصحاح 11 من الرسالة نفسها .
لذلك فعندما منع المرأة أن تُعلم في الكنيسة أو أن ترفع صوتها بالترتيل والصلاة كان هذا وضعا خاصا بمدينة كورنثوس وما شابهها من المدن .
ولو عممنا هذا الوضع على الجميع وبحرفية مطلقة نصل لنتيجة سخيفة فمثلا في أديرة الراهبات يجب منع الراهبات أن يرفعن أصواتهن بالترتيل والصلاة والردود على الكاهن المحتفل بالذبيحة الإلهية وهذا غير معقول .
في كنائسنا نحن لا نمنع النساء من المشاركة في القداس بمردات الشعب بل نفرح كثيرا بالمشاركة الجماعية ونفرح أكثر إن اكتشفنا صوتا رجاليا أو نسائيا جميلا يسبح الرب ويزيد الصلاة هيبة ووقارا لكن المنع الرسولي هو لمدينة كورنثوس بالتحديد في ذلك الظرف .
نأتي الآن لمناقشة غطاء الرأس .
يؤكد الرسول بولس أن الرجال ينبغي أن يصلوا في الكنيسة مكشوفي الرأس ويعلل ذلك بأن في رأس الرجل يظهر بهاء مجد الله لأن الرجل خلقه الله أولا وبالكامل ويجب على الرجال أن يتقيدوا بهذا الأمر الرسولي الصريح والواضح ففي بيت الرب لا يظهر إلا ما يؤكد بهاء مجد الرب فقط لكن هنالك أوامر حشمة بالنسبة للرجال فلا يأتون للكنيسة بأكمام قصيرة أو ملابس ضيقة بل بما يليق بهم وكذلك عدم لبس الشورتات كما نرى أحيانا في الكنائس في المدن والبلاد الأجنبية .
أما بالنسبة للنساء فإضافة لموضوع الحشمة في الملابس والتزين عليهن تغطية الرأس ويقول بأن المرأة التي تصلي ورأسها مكشوف تشين رأسها أي تعيب رأسها فهي والمحلوقة ( الصلعاء ) شيء واحد بعينه .
لماذا كل هذا الهجوم من قبل الرسول بولس ؟
إنه ليس هجوما بل محبة خالصة له لجميع المؤمنين رجالا ونساء لكنه يُفسر الموضوع بنفسه قائلا : إن الرجل حين يصلي يكشف رأسه لأنه يُظهر بهاء مجد الله لأنه خُلق أولا لكن رأس المرأة يظهر فيه بهاء مجد الرجل لأنها أُخذت منه .
هنا نفهم الحقيقة في بيت الرب لا يجب أن يظهر غير بهاء مجد الله والمُعبر عنه برأس الرجل المكشوف ويختفي كل مجد غير مجد الله بتغطيته وهذا يصدق على المرأة .
أنا أعلم أن الكثير من الناس سيخالفوني لكني والشكر للرب لم أجتهد من عندي بل هو التعليم الإنجيلي الكتابي الصريح .
لذا على الجميع التقيد بما ورد ولا يقل أحد في كنيسة المدينة كذا لا ترتدي النساء وفي كنيسة ذلك البلد ترتدي النساء الكل معني بتنفيذ أمر الرب والأوامر الرسولية وللجميع رجالا ونساء خالص محبتي وتقديري دائما .

Comments are closed.