مقابلة موقع أخبار الفاتيكان مع البطريرك بيتسابالا والحديث عن الأوضاع الراهنة في المنطقة
أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع بطريرك القدس للاتين الكاردينال بيرباتيستا بيتسابالا الذي غادر روما يوم الاثنين الماضي، حيث كان يشارك في أعمال سينودس الأساقفة، وعاد إلى إسرائيل. عبر غبطته عن ألمه الشديد حيال ما يجري في المنطقة، وحثّ الجماعة الدولية على التدخل والسعي للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال جهود الوساطة.
استهل البطريرك بيستابالا حديثه لموقعنا الإلكتروني مشيرا إلى أنه وصل إلى القدس مساء الاثنين وذلك بالتعاون مع السلطات المدنية والعسكرية الإسرائيلية والأردنية، لأنه قدم من خلال الأردن. ولفت إلى أنه وجد المجتمع خائفاً ومندهشاً جداً حيال ما جرى، موضحا أن الأشخاص كانوا يتوقعون حدوث أعمال عنف، لكن ليس بهذا الشكل وبهذه الوحشية. كما أكد أنه لمس غضباً كبيراً وحاجة كبيرة إلى المواساة والتعزية.
ردا على سؤال حول أوضاع المسيحيين في قطاع غزة، وهم عبارة عن جماعة صغيرة يصل عدد أفرادها إلى مائة تقريبا، قال بطريرك القدس للاتين إنه اطلع على أحوالهم وهم بخير، مع أن بعض العائلات فقدت بيوتها، مضيفا أنهم مجتمعون في الرعية وفي المدرسة التابعة للبطريركية، آملين ألا يستهدفهم القصف. ولفت إلى أن الطعام المتوفر لديهم يكفيهم لبعض الوقت، لكن في حال استمر الحصار المفروض على القطاع ستكون هناك مشكلة كبيرة.
بعدها قال غبطته إن التصعيد الأمني كان متوقعاً، لكن لم يتصور أحد ما أن تحصل أعمال عنف بهذا الحجم وبهذه الوحشية، معتبرا أن ما جرى يطرح على طاولة النقاش مسألة تم تفاديها لفترة طويلة ألا وهي القضية الفلسطينية. وأكد أنه طالما لم تؤخذ في عين الاعتبار القضية الفلسطينية وحرية وكرامة ومستقبل الفلسطينيين سيكون من الصعب جداً أن نتحدث عن آفاق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
هذا ثم قال بيتسابالا إنه من الصعب جداً أن نتكهن ما يمكن أن يحصل في المستقبل، مضيفا أنه من الواضح أن المسألة لا تقتصر على مجرد عملية عسكرية إنما هي حرب معلنة، وأعرب عن خشيته بأن تدوم هذه الحرب لفترة طويلة جدا. كما أن الرد الإسرائيلي على الأرجح لن يقتصر على القصف إنما سيشمل توغلاً برياً. وقال: من الواضح أننا دخلنا اليوم مرحلة جديدة من العلاقات بين إسرائيل وفلسطين، إذا ما كان بإمكاننا الحديث عن وجود علاقات.
في ختام حديثه لموقعنا الإلكتروني شاء غبطته أن يتوجه إلى الجماعة الدولية المدعوة إلى توجيه أنظارها نحو الشرق الأوسط، ونحو القضية الإسرائيلية – الفلسطينية.
كما يتعين عليها أن تعمل جاهدة من أجل تهدئة الوضع، وحمل الطرفين على التعقل من خلال جهود الوساطة، علنية كانت أم سرية. وقال إننا بحاجة إلى الدعم، وإلى التنديد بالعنف بكل أشكاله، وإلى عزل من يمارسون العنف والعمل بلا كلل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
Comments are closed.