الأرشمندريت بولص حداد يكتب متأملا في الميلاد

ليلة الميلاد يمحى البغض.

لا أعياد بلا توبة صادقة وندامة حقيقية . ومقصد أن لا أعود إلى الخطيئة.
نحتفل بكل سرور وبهجة وفرح . وهذا حقنا . ونتمنى أن يعيدها الله على الجميع بهذا السرور والبهجة. ولكن السنة فيه غصة بالقلب وجع يعاني منه أحبابنا في غرب النهر . و … ظلم وإبادة وتجبر لم يسبق من قبل . نصلي لأجلهم كي يرفع الرب الإله هذا الظلم والقهر . ويأخذ كل ذي حق حقه .

وعلى المستوى الفردي نفرح بالعيد لأنه يحمل الجديد. ولا جديد إلا بالتغير والتغير الداخلي من القلب . ولا تغير إلا بالقصد والإصرار على التوبة والاعتراف الصادق. كثيرون يمر العيد عليهم ولا حتى يصلون قداس ليلة الميلاد. وكأن لا شيء حصل فكم بالإحرى إذا طلبت منهم توبة صادقة وندامة حقيقية. يقول الكتاب ” إنكم تموتون إن لم تتوبوا …. ” والموت هنا الموت الأبدي ولا حياة أبدية لمن لا يندم

.ونعيد ويظهر علينا ملامح العيد من الخارج. ولكن الداخل كله خطيئة وكركبة وضغينة وحقد ودسائس وو…..إلخ.

لا ترتيب ولا نقاء إلا من الداخل . لنقبل إلى التوبة والاعتراف الصادق كي ننقي الداخل وهكذا نحتفل بميلاد الرب عن جدارة .

ونأتي قداس العيد في لباس كله نقاء وطهار .

لا تتأخر فالوقت يفوتك . وإنه أسرع مما تتوقع. .