الاحتفال باليوم العالمي للسلام وعيد والدة الإله
ترأس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بمشاركة نيافة الكاردينال فيلوني، الرئيس الأعلى لجمعية فرسان القبر المقدس والأساقفة ولفيف من الكهنة وبحضور مختلف الرهبانيات والمؤمنين، والقنصل الإيطالي، القداس الإلهي في كاتدرائية البطريركية اللاتينية بمناسبة عيد السيدة العذراء أم الإله واليوم العالمي للسلام وبدء السنة الميلادية المباركة 2024 .
على الرغم من كل الظروف التي نمر بها، تبقى صلواتنا ورفع أيدينا نحو أمنا السيدة العذراء، طالبين شفاعتها وعطفها على أبنائها، هي التي كانت تتأمل كل شيء في قلبها (لوقا 2: 19) تدعونا اليوم إلى تأمل سرّ الميلاد المجيد من جديد، متأملين بطفل صغير هو ربّ العالمين، وما إن سمحنا له أن يسكن في قلبنا، فهو قادر على أن يغير طبيعتنا المجروحة، ويمنحنا مغفرة وسلاماً يقودانا إلى العمل سوية من أجل السلام في العالم كله.
وفي عظته أوضح غبطة الكاردينال قائلا: ” منذ بداية التاريخ وحتى اليوم، يواجه الإنسان القرار الحر والمسؤول بشأن كيفية التعامل مع الآخرين، وكيف وعلى ماذا يبني وجوده. دعونا ندرك أن شريعة الله ليست مركز حياة الإنسان. فمن دون الله، أو عند استغلال اسم الله لتبرير أعمالنا السلطوية، فإن العالم يصبح بسهولة، تحت رحمة أولئك الذين يريدون تقسيم العالم وتدميره” كما ويشير إلى أن السلام الحقيقي يبدأ بالتوبة والرجوع إلى الله.
“فالسلام الحقيقي، المبني على الرغبة الصادقة في اللقاء والاستقبال والأخوة، يتطلب توبة. إنها قبل كل شيء مسألة تغيير لطريقة التفكير، وتحرير القلب من العنف والانتقام. نحن جميعًا بحاجة إلى توبة، لتنقية نظرتنا حول أحداث الحياة، وبناء ثقافة الجمال. لا يوجد سلام دون اهتداء. لا يمكننا أن نعيش ونتحدث عن السلام إذا لم يتجه قلبنا نحو الله، وإذا لم تكن حياتنا مملؤة بحضوره، وإذا لم نشعر بالحاجة إلى طلب غفرانه كل يوم. وإذا لم نكن قادرين على لفتات الحنان والثقة” ويختم غبطته قائلا: “إن اختلافنا كمسيحيين لا يكمن في نقاط قوتنا… بل في خياراتنا المتاحة للمصالحة والحوار والخدمة والقُرب والسلام. فالآخر بالنسبة لنا ليس منافسًا، بل أخاً… نحن مع المسيح من أجل الجميع”.
وفي ختام القداس الإلهي عبّر نيافة الكاردينال فيلوني عن سعادته لوجوده في الأرض المقدسة قال: “أحمل معي في حجي ن أجل السلام دعم ومحبة فرسان وسيدات القبر المقدّس. أعبر لكم عن اهتمامنا بمصالحكم وحمايتكم وخاصة جراء ما يجري في الأرض المقدسة. أوكد لكم بأن الحبر الأعظم يسعى ويطالب الجميع بوقف الحرب والسعي إلى السلام في المنطقة كلها. فكلنا نعلم بأن الحرب ليست من الله”. وفي الختام دعا الجميع إلى تلاوة الصلاة الخاصة من أجل الأرض المقدسة.
كما وقدّم غبطة الكاردينال الشكر الجزيل للأب بطرس فيليت من رهبان القلب الأقدس (بيترام) على خدمته لسنين طويلة كمدير المراسيم الليتورجية وسكرتير مجلس الأساقفة في الأرض المقدسة والذي يغادرنا إلى إيطاليا في خدمة جديدة.
كل عام والجميع بألف خير آملين أن تكون هذه السنة مليئة بالنعم والبركات على الجميع.
Comments are closed.