تكريس المنازل بقلم الأب الياس كرم
جرت العادة في عيد الظهور الإلهي (عيد الغطاس)، أن يزور الكهنة المنازل ضمن نطاق رعاياهم، لنضحها بالمياه المقدّسة.
هذه العادة المباركة مناسبة كي يتفقّد الكاهن أبناء رعيته، لا سيما العائلات الذين لا يتردّدون بشكل دائم واسبوعي إلى الكنيسة، والوقوف على أوضاعهم ومستجداتها، وتبريك منازلهم بالمياه المقدّسة، التي سبق وأقام هذه الخدمة في الكنيسة، خلال قدّاس العيد.
هذه المياه تتقدّس بحلول الروح القدس عليها. حيث يقف الكاهن أمام وعاء مملوءًا بالماء، ويشير بيده إلى الماء ويصلّي، وكلّ المشاركين يصلّون معه إلى الرب قائلين: “… احضر الآن بحلول روحك القدّوس وقدّس هذا الماء، وامنحه نعمة الفداء وبركة الأردن، واجعله ينبوعًا لعدم الفساد وموهبة للتقّديس وفداءُ للخطايا… حتى أنّ جميع الذين يستقون منه يكون لهم لتنقية النفوس والأجساد، لشفاء الآلام، لتقديس المنازل”…
الكاهن لا يحضر لنضح أثاث وجدران المنزل فقط، بل ليملأ النعمة في نفوس أبناء رعيته داخل بيوتهم، وتكريسها للرب، أي يصبح مكان سكنهم امتدادًا للكنيسة. علمًا أن التكّريس ليس فقط للمنازل، بل لكلّ خيرات الرب ولكلّ الناس. وهنا أذكر كم يفرّحني الذين يطلبون من الكاهن تكّريس محالهم ومؤسساتهم وأماكن عملهم، وليس فقط منازلهم، ويستقبلونه، مع أولادهم، بفرح وبكل محبّة واحترام، ولياقة وترتيب.
نصنع هذا لأننا نطمح إلى أن يتقدّس البيت وكلّ أهل البيت لتصير بيوتنا كلّها كنائس تشهد للمسيح في العالم، وبالتالي تثّبيتها وترّسيخها في الإيمان القويم. لهذا إن قول “رشّ المنزل” هو خطأ شائع. فالهدف من هذا العمل هو مدّ الليتورجيا إلى خارج الأسوار الحجريّة للكنيسة، ليغدو كلّ منزل مكرّسًا ومقدّسًا، وهكذا تصبح جميع المنازل بيوتًا مقدّسة للرب.
Comments are closed.