“تيلي لوميار” بقلم الأب الياس كرم
مقالة للأب الياس كرم، نشرت في صحيفة النهار اللبنانية تحت عنوان:تيلي لوميار
ونعيد نشرها هنا في نورسات الأراضي المقدّسة لتعم المنفعة الروحية وتصل الرسالة بشكل اوسع.
٣٤ عامًا مرّ على تأسيس تلفزيون تيلي لوميار ومن ثم فضائياتها، لهذا جئت بهذه الأسطر، أتقدّم بالتبريكات من كافّة القيّمين على هذه المحطة والعاملين فيها، سائلاً الله أن يُبقي هذه الشاشة شمعة مضيئة في عتمة هذا الوطن خصوصًا، وهذا العالم المليء بالحزن واليأس والإحباط والصّعاب والأزمات عمومًا.
فرحي كبير أنّي كلّما دخلت منزلًا، أو زرت مريضًا، أو التقيت أحدهم قريبًا أم بعيدًا، أشار لي بتحيّة لكلّ ما تقدّمه هذه المحطة له من تعزيات. أتعزّى أن الجهود التي تُبذل إن أمام الكاميرات، أو من ورائها، ومن كافة الساهرين والمجاهدين في هذه المحطة، بغية إيصال “الكلمة” بأمانة، تحقق أهدافها المرجوّة.
لا أجزم أن الإنتاج على قدر الطموح، فهناك دائمًا ثغرات وشوائب، لكن بالمحصّلة، استطاعت هذه المحطة بالعاملين فيها، والمتطوّعين، والاداريّين، أن تكون “صوتَ صارخٍ” في بريّة عالم الإعلام المرئي، المرتكز على البرامج والأفلام والإنتاج التجاري، التي تسوّق بمعظمها الأخلاق المتدنيّة، وتنشر الجو السلبيّ والمشحون، على حساب القيم والمبادئ السّامية، التي من المفترض سلوكها في عائلاتنا ومجتمعاتنا وكنائسنا.
وأسمح لنفسي أن اسجّل شهادة خاصّة، لناحية البرامج التي أقدّمها، ذات البُعد الأرثوذكسي، عبر هذه الشاشة الكريمة. الحق يقال أن الأخ نور، وإدارة البرامج، وكافّة فريق العمل، يسهرون ويحرصون على إبراز التراث الأرثوذكسي بأمانة وموضوعيّة، وهذا دليل على البُعد المسكوني الحقيقيّ لهذه المحطة.
وأشدّد على أنّي لم أتقدم بفكرة، أو رأي، أو اقتراح، لبرنامج بأبعاد ارثوذكسيّة، أو لتغطية نشاطات، أو تقارير، من داخل أو خارج الاستديو، إلّا والموافقة كانت تلقائيّة، وبكلّ ترحيب مع علامات الفرح وكلمات الشكر للجهود التطوعية التي أبذلها، دون أن ننسى أخوة كهنة أرثوذكس آخرين، ايضًا متطوعين، يقدّمون برامج قيّمة، أوجّه لهم تحية محبّة.
أستغل هذه الأسطر أيضًا، لأشكر صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، على تقديره لهذه المحطّة، وعلى تشّجيعه وثنائه على ما أقدّمه عبر هذه الشاشة، كما الشكر لصاحب السيادة المطران سلوان، راعي أبرشيّة جبل لبنان للروم الأرثوذكس، الذي منحني ثقته وبركته، للاستمرار في إعداد وتقديم البرامج عبر هذه الشاشة، حيث برنامج “جئت لأخدم” ما زال يطلّ للسنة السابعة على التوالي، وقبله بثلاث سنوات برنامج “الله معك”.
تيلي لوميار، مع فضائياتها، شاشة جاءت لتخدم الكلمة.
رجائي أن تبقى أمينة لرسالتها، وأن تلقى كافّة الدعم الروحي، والمعنويّ، والماديّ، من مختلف الكنائس وأحبارها، ومن المعطائين والمشاهدين، لتبقى “النور” الإعلامي الساطع في ظلمة هذا العالم.
Comments are closed.