البابا يتحدث عن الروح القدس الذي يغير حياتنا ويهبنا الشجاعة

كان الروح القدس ونعمة أن نناله محور عظة البابا فرنسيس خلال ترؤسه القداس الإلهي في فيرونا مختتما زيارته الرعوية.
في ختام زيارته الرعوية إلى فيرونا في شمال إيطاليا ترأس قداسة البابا فرنسيس بعد ظهر اليوم السبت القداس الإلهي وذلك في استاد بينتيغودي. وفي بداية عظته تحدث الأب الأقدس عن القديس بولس والذي سأل إحدى الجماعات المسيحية خلال زيارته لها: هل نلتم الروح القدس؟ فسأله أبناء الجماعة ما هو الروح القدس. وتابع البابا فرنسيس أنهم لم يكونوا يعرفون ما هو الروح القدس، وأضاف أنه يعتقد إنه في حال سأل جماعات مسيحية كثيرة اليوم ما هو الروح القدس فلن تعرف كيف عليها أن تجيب.

وواصل البابا فرنسيس مشددا على مركزية الروح القدس في حياتنا، فهو الذي يسير بنا إلى الأمام ويساعدنا على السير قدما ويمَكننا من عيش الحياة المسيحية. الروح القدس هو داخلنا، قال الأب الأقدس، فقد نلنا الروح القدس جميعا بالمعمودية وبشكل أكبر بالميرون، ولكن السؤال هو هل أصغي إلى الروح القدس في أعماقي، هل أستمع إلى الروح القدس الذي يحرك قلبي ويقول لي ما يجب أن أفعل وما ليس علي أن أفعل؟ أم أنه غير موجود بالنسبة لي؟

ثم تحدث قداسة البابا فرنسيس عن احتفالنا بالعنصرة فعاد إلى التلاميذ في العلية وما كان يتملكهم من خوف خلف أبواب مغلقة، ونزل عليهم الروح القدس فبدل قلوبهم وتوجهوا للبشارة بشجاعة. الروح القدس يهب بالتالي الشجاعة لعيش الحياة المسيحية، قال الأب الأقدس وأضاف أنه وبفضل هذه الشجاعة يغير حياتنا. وواصل البابا مشيرا إلى أننا قد نتوجه إلى الاعتراف بالخطايا ذاتها ونسأل كيف علينا أن نغير أنفسنا. وتابع أن علينا الإصغاء إلى الروح القدس لأنه هو مَن سيغير حياتنا، ولا يهم هنا عمرنا لأنه يكفي الروح القدس يوم واحد ليغير حياتنا وقلبنا. وتابع البابا فرنسيس مشيرا إلى أننا قد نحد مسيحيين يتسمون بالفتور تنقصهم الشجاعة، وللحصول عليها لا توجد دورات بل هناك حاجة إلى الصلاة إلى الروح القدس والاتكال عليه، فهو مَن يهبنا الشجاعة. ودعا الأب الأقدس الجميع إلى أن يطلبوا من الروح القدس أن يساعدنا على السير قدما.

ثم توقف البابا فرنسيس في عظته عند ما وصفه بشيء جميل جدا قام به الروح القدس في العنصرة، فقد كان هناك أشخاص من أمم ولغات وثقافات مختلفة، وبهؤلاء بنى الروح القدس الكنيسة. وتأسيس الروح القدس هذا للكنيسة لا يعني أن الجميع متطابقون، بل هم بالأحرى مختلفون لكن يجمعهم قلب واحد، أي المحبة التي توحدنا. وتابع الأب الأقدس أن الروح القدس هو مَن ينقذنا من خطر التجانس، وأشار قداسته بالتالي إلى التناغم الذي يخلقه الروح القدس.

وفي ختام عظته خلال ترؤسه القداس الإلهي في نهاية زيارته الرعوية إلى فيرونا في شمال إيطاليا دعا البابا فرنسيس الجميع إلى أن يفكر كل منهم في حياته، وشدد على حاجتنا جميعا إلى التناغم، إلى أن يهب الروح القدس التناغم لنفوسنا وعائلاتنا، مدننا ومجتمعاتنا وعملنا. وأضاف الأب الأقدس أن نقيض التناغم هو الحرب والقتال أحدنا ضد الآخر، وهذا ليس من صنع الروح القدس. ثم ذكَّر قداسته بوجود مريم العذراء مع الرسل حين نزل عليهم الروح القدس، ودعا إلى التضرع إليها كي تهبنا نعمة أن ننال الروح القدس، وأن تُعلِّمنا كأم أن ننال الروح القدس.

Comments are closed.