قدّيس عرف جوهر الإيمان المسيحيّ على يد ناسك شجاع
تحتفل الكنيسة المقدّسة بتذكار القدّيسَين برلام الناسك ويواصاف في 27 نوفمبر/تشرين الثاني من كلّ عام. أدّى برلام الناسك دورًا مهمًّا في حياة القدّيس يواصاف، إذ كشف له جوهر الإيمان المسيحيّ، حتّى آمن بالربّ يسوع واحتقر عبادة الأوثان.
عاش برلام الناسك في الهند، في أيّام الملك أبنير الذي عرِف بكرهه للمسيحيّين واضطهادهم، وكان حزينًا لأنّه لم يرزق طفلًا. لكن بعد طول انتظار، أنجبت له زوجته صبيًّا سمّاه يواصاف. فوضعه في قصر تحت المراقبة الشديدة خوفًا من أن يتعرّف إلى الديانة المسيحيّة ويعتنقها. ولكن حين أصبح يواصاف شابًا، علِمَ بالأمر، فقرّر أن يكتشف سرّ الإيمان المسيحيّ. عندئذٍ، ألهم الله الناسك برلام الذي تمكن من الدخول إلى قصر يواصاف بهيئة تاجرٍ، وبدأ يتحدّث معه ويفسّرُ له ركائز الدين المسيحيّ الذي تأسّس على كلمة المسيح ومحبّته.
فعانقت كلمات الربّ يسوع أعماق يواصاف، وبدأ ينشد الإيمان القويم من كلّ قلبه محتقرًا عبادة الأوثان. ولمّا عرف والده بما حصل، غضِبَ جدًّا، وأرسل إليه نساءً كي يفسدنَ قلبه فلم ينجحنَ في ذلك. حينئذٍ، أدرك والده ما عليه ابنه من فضائل سامية تلقَّنها من ذلك القدّيس الناسك، وقرّر تركه وشأنه. ومن ثمّ منحه قسمًا من مملكته، فراح يُبشّر بكلمة الربّ يسوع، وأتى الأساقفة لمساعدته في تلك الرسالة. آمن كثيرون في مملكته، حتّى إنّه استطاع جذب والده إلى الإيمان بالمسيح، فنال سرّ العماد هو وكلّ من هم تحت سلطانه.
وبعد مرور أربع سنوات، توفّي والده تاركًا له ممتلكاته. لكنّ يواصاف سلَّم تدبير شؤون المملكة إلى رجل مسيحيّ اسمه باركياس، وسار بعدها في طريقه إلى برِّية برلام معلّمه ومرشده الروحيّ، ناشدًا على مثاله حياة النسك والصلاة ومناجاة الخالق. وأخيرًا رقد بعطر القداسة عام 740.
أيُّها الآب السماويّ، علّمنا كيف نحبّك من عمق أعماقنا ونشهد لكلمتك المقدّسة في كلّ حين على مثال برلام الناسك والقدّيس يواصاف إلى الأبد.
Comments are closed.