الكاردينال ساكو يدعو إلى إبقاء شعلة الرجاء متقدة في الشرق الأوسط

شدد غبطته في المقابلة على ضرورة إبقاء شعلة الرجاء متقدة في القلوب كي نحمل نورها في عتمة عالم منقسم ومجروح، عالم يشهد صراعات عديدة وحيث يموت ويعاني ملايين الأشخاص، وهي دعوة سبق أن وجهها الكاردينال ساكو إلى مؤمني الكنيسة الكلدانية في رسالة أصدرها لمناسبة السنة اليوبيلية.في حديثه لموقعنا الإلكتروني أشار غبطته إلى أن اليوبيل يتطلب تغييراً إيجابياً، على الصعيد الشخصي والكنسي والمجتمعي، كي تتميز حياة الإنسان بعلاقات الأخوة والقرب والمصالحة والتضامن. ولفت أيضا إلى ضرورة أن تكون البشرية أكثر نزاهة، وهذا يتطلب التخلي عن تصنيع الأسلحة وصب الاهتمام على استئصال مسببات الصراعات المدمرة وأوضاع الظلم والفساد، من أجل تحقيق التناغم والأمن بين الشعوب.أوضح البطريرك ساكو بعدها أنه لمناسبة عيد الميلاد نظمت الكنيسة الكلدنية سلسلة من اللقاءات للصلاة والتأمل، فضلا عن رياضات روحية للكهنة والمكرسين والعلمانيين. وقال إنه تم رصد مبالغ مالية لمساعدة الفقراء، لافتا إلى أن الأعمال الخيرية هي الطريق الواجب اتباعها لعيش عيد الميلاد، وذكّر بأن القداديس عمت مختلف المدن العراقية لمناسبة العيد، كما تم تزيين بغداد وباقي المدن بالأشجار والأنوار، وقد شارك في ذلك أيضا المسلمون الذين يكرمون الرب يسوع ويتحدثون عنه بكل احترام، كما قال غبطته.لم تخل كلمات البطريرك ساكو من الحديث عن التطورات الراهنة في المنطقة، لاسيما سقوط نظام بشار الأسد في سورية واستمرار الصراع في غزة، وقال إن ما جرى في سورية شكل مفاجأة للشرق الأوسط بأسره، وهو حدث سوف يؤدي إلى تغيّر ما، مذكراً بأن قادة الثورة يتحدثون اليوم عن نظام مدني، وعن سورية جديدة تحترم حقوق الإنسان وعن نشأة حكومة ستشارك فيها جميع المكونات السياسية والمجتمعية. وفيما يتعلق بالعراق قال غبطته إن الناس يترقبون الانعكاسات التي ستحملها التطورات السورية على بلادهم، معرباً عن أمله بأن تتخذ الحكومة السورية الجديدة القارات الصائبة من أجل حماية البلاد وصون المواطنين الذين عانوا الأمرين لغاية اليوم.ردا على سؤال بشأن ما تعرض له المسيحيون في سهل نينوى على يد تنظيم داعش لعشر سنوات خلت، قال بطريرك بابل للكلدان إن معاناة المسيحيين هذه ما تزال حيّة في ذاكرتهم لافتا إلى وجود العديد من العائلات المسيحية التي يعيش جزء من أفرادها في بلاد الشتات والجزء الآخر في العراق. وبعد تحرير المنطقة من الدولة الإسلامية عاد ستون بالمائة من المسيحيين إلى ديارهم، وبقي الآخرون في إقليم كردستان حيث وجدوا السكن وفرص العمل. كما أن العديد من المسيحيين اختاروا الهجرة، نظرا لعدم توفر الشروط اللازمة للعيش بأمن وسلام واستقرار، في إطار الحرية واحترام حقوق الإنسان. وأعرب ساكو عن أمله بأن يستخلص العراقيون العبر من الأحداث التي عاشوها في الماضي.في الختام قال غبطته إن عيد الميلاد هو للجميع، لأن الرب يسوع، ابن الله، وُلد ليجسّد القيم الروحية والإنسانية، قيم السلام والرجاء والكرامة والحقوق، مضيفا أن جميع البشر مدعوون إلى العيش كأبناء لله، وكأخوة وأخوات. من هذا المنطلق يشكل عيد الميلاد دعوة للجميع، دعوة للسلام على الأرض، كما تُعلن الكنيسة في هذه المناسبة.     

Comments are closed.