حجاج الرجاء. يوبيل عام ٢٠٢٥ من أجل بناء عالم أفضل

ليصبح شعار يوبيل عام ٢٠٢٥ – “حجاج الرجاء” – محتوى أصيلًا على العالم أن يختبره” هذه هي أمنية الكاردينال بيترو بارولين، أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الذي تحدث بعد ظهر الثلاثاء في قاعة ريجيا في القصر الرسولي بالفاتيكان خلال تقديم الشعار الرسمي للسنة المقدسة. وأشار الكاردينال إلى أن أحداث السنوات والأشهر الأخيرة يبدو أنها تلزم الكنيسة على أن تبقي نظرها ثابتًا على فضيلة الرجاء، أساس الحياة المسيحية بالإضافة إلى الفضيلتين اللاهوتيتين الأخريين – الإيمان والمحبة – والتي تدعو الجميع لكي يكونوا بناة مسؤولين لعالم أفضل. وفي هذا الصدد، ذكّر أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان بما كتبه البابا فرنسيس في ضوء سنة اليوبيل: “علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لكي يستعيد الجميع القوة واليقين للتطلع إلى المستقبل بروح منفتحة”.

وإذ وشكر الكاردينال بارولين السلطات المدنية الحاضرة، التي تشارك في المسؤولية التنظيمية لليوبيل، على التعاون الذي تقدّمه بأشكال مختلفة في هذه المرحلة التحضيرية، سلط أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الضوء على كم هو ضروري وخصب التكامل لصالح الذين سيحجّون إلى ضريح الرسولين بطرس وبولس لكي يعبروا الباب المقدس، حسب تقليد اليوبيل القديم. لذلك يشكل اليوبيل بالنسبة للكاردينال بارولين، فرصة جميلة تُقدَّم بطريقة خاصة لمدينة روما وإيطاليا كوقفة مميَّزة لاستقبال ملايين السياح الذين سيأتون لكي يعيشوا حدث إيمان وثقافة.

أما المطران رينو فيزيكيلا عميد دائرة البشارة فقد شرح شعار يوبيل عام ٢٠٢٥ يُظهر الشعار أربعة أشخاص، إشارة إلى البشريّة جمعاء من أقطار الأرض الأربعة. كل واحد منهم يحتضن الآخر، دلالة على التضامن والأخوة اللذين عليهما أن يوحِّدا الشعوب، فيما يتشبث الشخص الأوّل بالصليب علامة الإيمان والرجاء. أما الأمواج الزرقاء المموجة الظاهرة تحت الأشخاص الأربعة فهي تشير إلى أن حج الحياة الذي لا يتمُّ على الدوام في المياه الهادئة. ولأن الظروف الشخصيّة والأحداث العالمية غالبًا ما تتطلب رجاء كبيرًا، فإن الجزء السفلي من الصليب يمتدُّ ليتحوّل إلى مرساة تهيمن على حركة الأمواج. كذلك يُظهر الشعار كيف أن مسيرة الحج ليست أبدًا عملاً فرديًّا، بل هي جماعيّة وديناميكية وتتوق نحو الصليب، الذي في انحنائه نحو البشريّة كما ولو أنّه يخرج للقائها لا يتركها أبدًا وحدها بل يقدّم لها يقين حضور وأمان الرجاء. ويكتمل الرسم بشعار اليوبيل “ Peregrinantes in Spem” أي “حجاج الرجاء”. وأضاف عميد دائرة البشارة يقول إن الشعار يمثل “بوصلة علينا اتباعها وقاسمًا تعبيريًا مشتركًا قادرًا على أن يطبع جميع العناصر التي تدور حول الاحتفال باليوبيل بطريقة عرضية” ويعبر عن الهوية والموضوع الروحي الفريد والمميز، ويتضمن المعنى اللاهوتي لهذا اليوبيل.

Comments are closed.