كشّافة حلب الكاثوليكيّة تُفرِح كبار السنّ في زمن الميلاد
على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، لم تتوقف الأخويات والحركات الكشفية المسيحية في سوريا عن تنظيم نشاطاتها، بل أضافت إليها أبعادًا وطروحًا جديدة.
في حلب، كما في سائر الأراضي السورية، خلّفت الحرب في كلّ دارٍ موتًا وتهجيرًا، فكانت النتيجة بقاء كثيرين من كبار السنّ وحيدين في بيوتهم. من هذا الواقع انطلقت فكرة مشروع مجموعة القديس جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك في حلب منذ العام 2016، وحملت عنوان «روح زورن بِبَيتن».
أوضح قائد المجموعة أنطوان أندراوس أنّ الفكرة الأساسية للمبادرة لا تتمثّل في زيارة بيوت المسيحيين من كبار السنّ فحسب، بل أيضًا أولئك الذين يعيشون بمفردهم، من أجل مشاركتهم فرحة العيد. فهؤلاء خدموا المجتمع كثيرًا في الماضي، وكان لا بدّ من وجود من يعتني بهم بعد تقدّمهم في العمر.
وشرح أندراوس: «عادةً، نساعد أهل البيت في تركيب زينة العيد وإنشاء مغارة الميلاد، وهي عبارة عن مجسّمات صغيرة نصنعها من مواد بسيطة. كما نتشارك مع من نزورهم الأحاديث ونرنّم معًا ترانيم الميلاد، ونقدّم لهم هدايا بسيطة».
وتابع: «إضافةً إلى البيوت التي زرناها سابقًا، قصدنا هذا العام بيوتًا جديدة، ليبلغ عددها نحو 100 بيت. ونظرًا إلى قساوة برد الشتاء وقلّة وسائل التدفئة، قرّرنا تقديم غطاء لكلّ شخص، يستطيع تقديمه بدوره إلى شخص آخر في حاجة إليه».
وعن المشاركين في الزيارات، أشار أندراوس إلى أنّ «الكشافة بجميع أفرادها شاركت من خلال مجموعات (مؤلّفة من 8 أو 9 أشخاص). وتضمّ كلّ مجموعة قائدًا كشفيًّا مع أعضاء من عمر الطفولة إلى الجامعيّين. وتزور كلّ منها بيتَين أو ثلاثة بيوت».
وأكّد أندراوس أنّ «طبيعة الزيارة تشبه عادةً زيارة الطفل أو الشابّ جدّه أو جدّته؛ فمن المهمّ ألا تقتصر أجواؤنا الميلادية على بيوتنا وكنائسنا، بل أن تنتقل إلى الآخرين».
وختم أندراوس: «في الحقيقة فرحتنا لا تقلّ عن فرحة من نزورهم. لذا نشكر الهيئات والأفراد الذين يساعدوننا سنويًّا. كما نرحّب بكلّ من يمدّ لنا يد العون لتطوير المشروع في الأعوام المقبلة».
Comments are closed.