الاب إياد طوال: مطران جديد، رؤية متجددة لخدمة كنيسة اللاتين في الأردن بقلم الدكتورة باسمة السمعان


في خطوة تعكس حرص الكنيسة الكاثوليكية على تعزيز رسالتها في الأراضي المقدسة، أعلن البابا فرنسيس تعيين الأب إياد طوال مطرانًا جديدًا للأردن ونائبًا بطريركيًا لكنيسة اللاتين في المملكة، ليحمل لواء المسؤولية الروحية والاجتماعية في وقتٍ حافل بالتحديات والآمال
ولد المطران الجديد إياد طوال في عمان عام 1973، ونشأ وسط بيئة تحمل قيم المحبة والخدمة. تلقى تعليمه العالي في جامعة اللاتران في روما، حيث حصل على درجتي البكالوريوس في الفلسفة واللاهوت عامي 1994 و1997 على التوالي. في عام 1998، سيم كاهنًا في مادبا، لتبدأ مسيرة كهنوتية مزجت بين التعليم والخدمة الرعوية والعمل الإداري
تميز المطران طوال بمسيرته المتنوعة في خدمة الكنيسة والتعليم. شغل منصب كاهن مساعد في بيرزيت قبل أن يتولى قيادة رعية المدينة، حيث أبدى اهتمامًا خاصًا بتنشئة الشباب وتعزيز التعايش الديني
عمل أيضًا مديرًا لمدارس البطريركية اللاتينية، حيث قاد مشاريع لتطوير المناهج التعليمية ورفع المستوى الأكاديمي. إلى جانب ذلك، ساهم في الإرشاد الروحي للشباب عبر الكشاف الكاثوليكي وأخوية الرحمة

في المجال الأكاديمي، حصل المطران طوال على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة النظرية والسياسية من جامعة اللاتران في روما. شغل مناصب تدريسية وإدارية في جامعة بيت لحم والمعهد الإكليريكي في بيت جالا، مما رسخ مكانته كواحد من أبرز الشخصيات الكهنوتية المثقفة في المنطقة

لطالما عُرف المطران إياد طوال برؤيته المتقدمة لتعزيز الحوار بين الأديان، خاصة بين المسيحيين والمسلمين في الأردن وفلسطين. عمل على مشاريع تربوية وإنسانية تدعم قيم السلام والعيش المشترك، وكان له دور محوري في تطوير العلاقات الدولية وإدارة الأزمات بما يعزز من مكانة الكنيسة في خدمة المجتمع

كما أولى المطران طوال اهتمامًا خاصًا بالفئات المحتاجة، حيث شارك في مبادرات إنسانية تدعم الأسر الفقيرة والشباب الطامحين، مؤكدًا على الدور الاجتماعي للكنيسة في بناء المجتمعات

مع تعيينه مطرانًا ونائبًا بطريركيًا، يحمل المطران إياد طوال رؤية مستقبلية لتعزيز دور الكنيسة اللاتينية في الأردن. يطمح إلى تطوير الخدمات الرعوية والاجتماعية والتعليمية، مع التركيز على تنشئة روحية تُلبي احتياجات المؤمنين، وخاصة الشباب

في تصريحاته الأولى عقب تعيينه، أكد المطران طوال أن الكنيسة ستواصل دورها كجسر للحوار والسلام، وأنه يتطلع إلى تعزيز الحضور الكنسي في المجالات التعليمية والاجتماعية، بما يتناسب مع تطلعات المملكة وشعبها

يأتي تعيين المطران إياد طوال في وقتٍ يسعى فيه الأردن لتعزيز دوره كمنارة للسلام والتعايش. بخبرته الأكاديمية والروحية، ورؤيته المتجددة، يحمل المطران الجديد رسالة أمل وعمل في خدمة الكنيسة وشعبها، ليواصل إرثًا عريقًا من الخدمة والتفاني
في الختام نرفع أطيب الأمنيات والتمنيات له في هذه المهمة المباركة
ونتمنى له مسيرة مليئة بالتوفيق في خدمته الرعوية والإدارية، وأن يلهمه الله الحكمة والقوة ليواصل رسالته في تعزيز قيم المحبة والسلام التي تتميز بها الكنيسة اللاتينية وأن يبارك الله خطواته في تطوير العمل الكنسي في الأردن، وأن يمنحه القوة ليكون قائدًا روحيًا يلهم المؤمنين ويشجعهم على الإيمان والعمل الصالح
ونأمل أن يظل المطران طوال نموذجًا للقيادة الحكيمة والمخلصة، وأن يواصل بناء جسور الحوار والتعاون بين مختلف أطياف المجتمع، مجسدًا رسالة الكنيسة في خدمة الإنسان وتعزيز السلام
في هذه المرحلة الجديدة من حياته الكهنوتية، ندعو له بالصحة والنجاح، وأن تتكلل جهوده بالثمر الوفير لخدمة الكنيسة والمؤمنين، ليبقى شاهدًا حيًا على محبة الله ورحمته .

Comments are closed.