معرض “الأردن فجر المسيحية” في الفاتيكان: نافذة على تاريخ وحضارة الأردن المسيحيةبقلم الدكتورة باسمة السمعان
افتتح يوم الإثنين الماضي في الفاتيكان معرض “الأردن فجر المسيحية”، الذي يضم مجموعة مميزة من القطع الأثرية التي تسلط الضوء على التراث الحضاري والمسيحي للأردن. المعرض، الذي يعتبر خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثقافية والدينية بين الأردن والفاتيكان، يعكس عمق التاريخ المسيحي في المنطقة، وتنوع الثقافات التي مرت عليها عبر العصور.
يتضمن المعرض حوالي 95 قطعة أثرية تعود إلى فترات مختلفة من التاريخ المسيحي، وتعرض العديد من الجوانب الثقافية والدينية التي ميزت الأردن كأرض تنوع وحضارة. من بين القطع المعروضة، هناك مجموعة من التماثيل والنقوش التي تحمل بصمات الفن المسيحي المبكر، بالإضافة إلى أدوات طقسية تم استخدامها في الكنائس القديمة. كما يتم عرض مخطوطات دينية نادرة، تعكس التفاعل بين المسيحية والحضارات التي نشأت في المنطقة، مثل الحضارة النبطية والرومانية.
يتسم المعرض بتركيزه على الأماكن المقدسة في الأردن، مثل موقع بيت عنيا-ما وراء الأردن الذي يعرف أنه مكان تعميد السيد المسيح. هذا الموقع، الذي يعتبر من أقدس المواقع المسيحية في العالم، يحظى بتقدير كبير لدى الزوار من مختلف أنحاء العالم. المعرض يُظهر أيضًا تطور العمارة المسيحية في الأردن، التي تتميز ببساطتها وتوافقها مع البيئة الطبيعية.
من خلال هذا المعرض، يعكس الأردن دورًا محوريًا في تاريخ المسيحية، ليس فقط كمكان للعبادة، بل كمهد لعدد من الشخصيات المسيحية المهمة والأحداث التي شكلت جزءًا من السرد التاريخي الديني.
افتتاح المعرض في الفاتيكان يعد فرصة رائعة لتعريف العالم بتاريخ وثقافة الأردن المسيحية. كما يعكس التعاون المستمر بين المملكة الأردنية الهاشمية والفاتيكان في مجال الحفاظ على التراث الثقافي والديني، ويعزز الحوار بين الأديان ويساهم في نشر رسالة السلام والتسامح التي لطالما كانت سمة للأردن.
المعرض ليس فقط مناسبة للاحتفاء بالحضارة الأردنية، بل هو أيضًا فرصة للتأكيد على التعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات التي عاش بها الناس في المنطقة عبر العصور.
Comments are closed.