عظَمةُ الإيمانِ والرَجاءِ في المسيحية بقلم القس سامر عازر
الكتاب المقدس يتكلم عن الأزمنة الأخيرة التي ظهر فيها المسيح من أجلنا أي من أجل البشرية جمعاء ليحيي فينا الإيمان الحي والرجاء الحي في الله.
فالحياة قديما كانت تفتقد لمثل هذا الإيمان الحي وهذا الرجاء الحي، وهنا لا ندعى أن نور الإيمان لم يكن موجوداً بقلوب الناس وكذلك بذرة الرجاء، ولكنّ ميلادَ المسيح وحياته وصلبه وقيامته فتح للبشرية آفاقا جديدة من الإيمان والرجاء، مما أعطى الكنيسة قوة لتحيا بهذا الإيمان الحي والرجاء الحي حياةَ الروح المفعمة بالقداسة التي لا يعرفها العالم ولا يقدّرها، ولكنها الطريق التي تهيأ الطريق لنا لنرث مع المسيح أمجاد السماء.
فالحياة التي نحياها اليوم لا يجب أن تكون عبثية futile كما يصفها بطرس الرسول في رسالته الأولى في الإصحاح الأولى والعدد الثامن عشر، بل الحياة التي نحياها في محبة الله ومخافته. فالمحبة الإلهية لا تساويها محبة في الكون، ومنها ينبع كل حب وحنان ورحمة وعطف وإنسانية. وثمن محبة الله لنا غال جدا وفاق أثمان كل الذهب والفضة فلم يفتدينا بها مع أنها كانت تستخدم ثمنا لتحرير العبيد وفديتهم، ولكن المسيح افتدانا بدمه الكريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس، وهذا وحده يشعل نار المحبة الألهية في قلوبنا التي لا تعرف حدودا في العطاء والتضحية وتكريس الذات ونكرانها وحمل الصليب واتباع طريق المسيح سعيا من أجل تغيير وجه البشرية إلى وجهها الإنساني، إلى ذلك الوجه الذي يعي أنه ليس بالخبز وحده يحيا الانسان، والى الجانب الذي يؤمن بقدرة الله في قلبه ويتمتع بصلابة الرجاء بأنه لا شيء يقدر أن يفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع، وبأن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله مهما اضطربت بنا سفينة الحياة، ومهما تكسرت بنا سبل الحياة ومهما قست علينا الأيام فلسوف يعمر الإيمانُ والرجاءُ قلوبَنا لأنّ ثقتنا هي بالله تعالى ولن تتزعزع أبدا. فالكلمة الأخيرة ليست للموت وليست للشر وليست للبشر بل لله وحده ولمجده الأبدي.
فحياتنا اليوم لا يجب أن تفقد بوصلتها رغم كل الظروف الصعبة لأنها لا تسير إلى المجهول ولا تسعى من غير هدف، بل تزرع سنابل القمح في كل مكان، وتقول كلمة حق، وتقف في وجه الظلم، وتخفف من أسباب الموت والدمار وتحيي في عالمنا الإيمان والرجاء الحي.
Comments are closed.