الصليب جسر الفداء بقلم الأب جورج شرايحه
“إن أراد أحد أن يتبعني، فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني”
هو الجسر العابر بين السماء والارض تعبيرا عن التضحية التي بالقيامة اعلنت المجد للابد.
“المسيح هو أول مسيحيّ” وانت أيها المسيحي الهوية هل أنت مسسيحي العقيدة.
تحتفل كنيستنا الرسولية بعدة أعياد اكراما للصليب المقدّس، أهمّها عيد رفع الصليب في الرابع عشر من أيلول، وعيد السجود للصليب الكريم في وسط الصوم الأربعيني المقدّس.
ففي عيد “رفع الصليب” نقرأ رسالة بولس الرسول حيث يقول إنَّ الصليب هو فخرٌ لنا بينما هو عثرةٌ للآخرين وجهالةٌ للأمم، ويتكلّم الإنجيل عن حادثة صلب المسيح بين لصَّين. وذلك كلّه عودة إلى معنى العيد بالذات، وهو العثور على صليب المسيح عندما وجدتْه الملكة هيلانة، واعتباره علامة الظفر المسيحيّة.
أمَّا في قراءات الكتاب المختارة في عيد “السجود للصليب”، فإنّنا نقرأ نصّاً من الرسالة إلى العبرانيين الذي يتكلّم عن المسيح كرئيس كهنة وعن ذبيحته. ويحدِّثنا الإنجيل، ليس عن الصليب كتاريخ، وإنّما عنه كقضية. يكلّمنا عن بذل الذات عند تلاميذ المسيح.
لماذا نكرم الضليب؟
نكرمه لانه مخضب بدماء السيد المسيح، لأنه مجبول باشلاء من جسد السيد الطاهر ، لانه من خشب شجرة جديدة للحياة ليست كشجرة ادم لان هاهنا ادم جديد.
يُعرَف المسيحيّون من صليبهم أي من تقدمة ذاتهم الدائمة على هذا المذبح ذي الخشبتين الأفقية والعمودية. والمسيحيّون فخورون، ويستخدمون الصليب المقدّس في كلّ آن وكلّ مكان.
لنرسم الصليب قبل كل نية وقبل كل عمل ،نرسمه عى العجين ليخمر فنشبع ونطعم غيرنا .نرسمه على لساننا كي لا يجرح الاخرين نرسمه على كل حواسنا كي ينقيها.
الصوم بالعمق هو عملية ذبحٍ دائمةٍ، وجراحه مستمرّةٌ لشفاء أنانيّتنا. يقلبنا الصوم إلى كهنة الحبّ الإلهيّ نحيا ليس لأنفسنا بل كسيّدنا لسوانا. لهذا يترافق الصوم مع الصليب كما المحبّة مع المذبح.
المسيح، محبّة ذبيحة على الصليب. وحبّنا له يرفعنا على صليبنا في الكنيسة لنكون ذبائح ومحرقات حبٍّ وإنسانيّةٍ إلى كلّ إنسان.
هذا هو صليبنا اليومي، نحمله في كلّ مكانٍ، تابعين خُطا سيدنا فنصير له تلاميذ، نموت معه على شبه موته ونقوم معه على شبه قيامته.
Comments are closed.