قوة القيامة في الحفاظ على نورها بقلم الأب فادي هلسا


“فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ.” إنجيل يوحنا 16 : 22
لقد تمم الرب سر التدبير الإلهي والذي قبل الدهور في الوقت الذي دبره لخلاص البشر .
وهذا التدبير به تولد الفرح لكل العالم وهو فرح من نوع خاص هو فرح ناجم عن المرور بمعصرة الحزن والآلام والهزء والجلد والبصاق من بشر هو جابلهم منذ البدء لا بسبب خطيئة اقترفها المخلص بل بدافع الغيرة والحسد خطيئته في نظرهم أنه كشف الرياء والكذب .
لقد مرت الآلام بحذافيرها فصلب المخلص معه خطايانا بل ونزل إلى متوى الأموات وخلص من آمن بكرازته هناك لهم وأقامهم معه متى 27 وأصعدهم لمكان راحة الأبرار في السماء الثالثة .
هذا الخلاص شمل إذاً البشرية جمعاء أحياء وراقدين وهنا قوة الصلاة لأجل الراقدين طمعا في رحمة الرب بالراقدين لمن يستحق بمقتضى عدله الإلهي .
تبع الصليب بكل مظاهره فرح غامر وهنا أحاول أن أكون حكيما وأتجرأ بمبدأ أقوله لجميع أبنائي في المسيح وهو :
بعد كل صليب ألم أو حزن هنالك قيامة وفرح
ومن هنا نتعلم أمرا هاما للغاية
كلما ثقلت أحزانك وآلامك كلما غزا الحزن قلبك أو تكالبت عليك الهموم والظروف الصعبة ضع الصليب أمامك وأشعل أمامه قنديل زيت أو شمعة واجلس في غرفة مظلمة وتأمل حوادث الصليب وأنت ناظر إليه .
فقد علمنا الصليب درسا
وجه الصليب ألم وحزن ولكن وجهه الآخر هو قيامة وفرح فاصبر على بلواك وظروفك الصعبة وهمومك متأملا وجه الصليب ستشعر بقوة إلهيىة تريحك وتعزي قلبك كخطوة أولى والخطوة التالية إن استمررت بالصبر ستنال فرحا عظيما له نصيبه في وعد إلهي قاطع
“فَأَنْتُمْ كَذلِكَ، عِنْدَكُمُ الآنَ حُزْنٌ. وَلكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلاَ يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ.” إنجيل يوحنا 16 : 22
لن ينزع أحد سواء من الأعداء المنظورين أو غير المنظورين هذا الفرح منكم لأنه ليس فرحا عاديا بل هو فرح من صميم صليب الحزن .
“وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلَةٌ كِرَازَتُنَا وَبَاطِلٌ أَيْضًا إِيمَانُكُمْ،” 1 كورنثوس 15 : 14
“وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ!” 1 كورنثوس 15 : 17
وهنا تظهر قوة القيامة بشكل واضح وجلي وجنى الرب ثمار تدبيره
فقد انتشرت الكرازة في كل العالم بدون إراقة نقطة دم واحدة إلا فقط دماء الشهداء اللذين ارتقوا بفعل مقاومة الشيطان ولكن الرب قدَّس دماءهم فغدت بذارا
نمت شجرة الإيمان التي رواها الرب بمياه الروح القدس
بدون القيامة كل إيمان باطل وكل كرازة باطلة ونحن باقين في فسادنا وخطايانا
بالصليب دفنا إنساننا العتيق المُنفسد بشهوات الخديعة ولبسنا الإنسان الجديد بواسطة القيامة فتجددت وهادت لنا الصورة الأولى على صورة الخالق وهذا هو سر لاهوت المعمودية والإيمان .
فاثبتوا إخوتي بسر هذا التدبير وتمتعوا بحياة الفرح السماوي
املئوا الكنائس بحضور دائم للقداس الإلهي ليثبت فرحكم ولا يُنزع منكم ولتشملكم بركة القيامة ومفاعيلها أبدا
المسيح قام

Comments are closed.