القدّاس الأوّل للكاهن داود عواد داود

ترأس سيادةُ المطران خريستوفوروس عطالله مطران الأردن للروم الأرثوذكس صباح الأحد

خدمةِ القدّاسِ الإلهيّ في كنيسةِ القديس جيورجيوس – الزبابدة – فلسطين ، بمناسبةِ أحد المخلّع وهو القدّاس الأوّل للكاهن الجديد الأب داود عواد داود وذلك بحضورِ جمع من ابناء الرّعيّة .


حيث تحدثَ سيادتهُ وقال :
أنا سعيدٌ اليوم بوجودي معكم في هذه البلدة العزيزةِ على قلبي. فمن هذه الأرضِ انطلقت بذورٌ طيّبة: جنودٌ في الكنيسة، آراء ناضجة، انتماءٌ صادق، ومحبّة عميقة لله وللوطن. أسأل الله أن يباركَكم جميعًا في الزبابدة، وأن يفيض على كل شخصٍ وعائلة بما تحتاج إليه من أجل الخلاص، كي تعيشوا في سلام وفرح.

اليوم استمعنا إلى نصٍّ إنجيلي عميق، وسأحاول أن أشارككم بعضَ التّأملات من خلال ثلاث نقاط رئيسة:

أولاً: محبةُ الله القريبة من كلّ إنسان

في إنجيل هذا اليوم، نرى محبّةَ الرّبّ العظيمةَ تجاه كل محتاج ومريض. من خلال قصّة المخلَّع، يوجّه الرّبّ رسالتَه لكل واحدٍ فينا: إن لم تجِد من يساعدَك، فأنا الإله، آتي بنفسي إليك لأساعدك.
لا تشعر أنك وحيد. لا تستسلم للحزن، ولا للقلق، ولا للهمِّ، فأنا قريب منك، أتيتُ من أجلك، لأشفيك، لأقيمَك، لأخلّصَك من مرضك الجسديّ، الرّوحيّ، والنّفسيّ.

نحن لسنا متروكين. الله قريب منا، حتى وإن لم نره بالعين. قلوبنا تشعر به، ونختبر حضورَه أحيانًا من خلال العذراء مريم، أو شفاعة قدّيس أو قدّيسة. هم معنا، وهم يساعدوننا عند الحاجة، لأن الرّبّ لا يترك أولاده.

لكن لا يكفي أن نؤمن بوجود الله فقط، بل يجب أن يكون إيمانُنا مقرونًا بالرّجاء. علينا أن نضع صلاحَنا بين يدي الله، قائلين: “يا رب، أنت تعرف صلاحي أكثر مني. إن كنتَ ترى أن الشّفاء هو لصالحي، فليكن، وإن لم يكن، فلتكن مشيئتك.”

فالمطلوب هو تسليم المشيئة، أن نضع مشيئتَنا في مشيئة الله، وأبناؤنا كذلك، لكي نستطيع أن نحيا بسلام داخليّ. ما نحتاجه أكثر من كل شيء هو النّقاءُ الدّاخلي، أن يكون فكرنا نقيًّا، محاطًا بالسّلام، محبةِ القريب، والخير. علينا أن نحرس أفكارنا، لأن الفكر مصنع: إمّا يصنع أفكارًا صالحة، أو أفكارًا شرّيرة. وكلّما ضبطنا فكرنا، اهتممنا أكثرَ بقلوبنا، لأن القلب هو أقدسُ مكان فينا، هو المخدع الذي يسمع صوت الله.

يجب أن نحافظ على بوصلة القلب، حتى نميّزَ بين النّورِ والظّلمة، بين صوت الله وصوت العدوّ. هذه البوصلةُ هي الضّميرُ المستنيرُ بمشيئةِ الله.

Comments are closed.