اختزال العلاقات في الذات بقلم الأب جورج شرايحه

تحول العلاقات الصحية إلى علاقات سامة

يتميز الإنسان بأنه كائن علائقي لا يستطيع بالاجمال أن يعيش كل حياته منفردا فهو يكتمل بالآخر رغم إيذاء ذلك الآخر له في بعض الأحيان الا انه يستمر في علاقته معه.

يحاول بعض خبراء التنمية العلائقية اليوم سلخ الفرد عن مجتمعه من خلال تعظيم الفردية والتركيز على الذات الا أنه فشل فشلا ذريعا والتجارب كثيرة لأشخاص ساروا مع هذا التيار الا انهم تركوه.

احبب نفسك وليكن حبك لنفسك أولوياتك في الحياة والتضحية أكبر عدوا للانا وإنماء كينونتها وما إلى ذلك من أوهام تزرعها المدرسة الأنانية.

المسيحية ليست ديانة بالمفهوم الأنثروبولوجي
الا انها لاهوت بحد ذاتها اي أنها أي المسيحية هي علاقة الإنسان بالله هو الملهم وليس علاقة الانسان بالإنسان الآخر ولا بنفسه حتى.

الفكرة أعظم من محدودية البشر هي خالدة بفكر الله.
اي ان المسيحية نشأت على لاهوت شخص المسيح نفسه الذي سخر الآلام لخدمة مجد البشر وان التضحية هي العروس الشرعية للحقيقة.

تتحول بعض العلاقات الإنسانية من صحية إلى سامة أو من حالة السلام إلى حالة الحرب بسبب تعظيم المصالح الفردية بدل من تلك المشتركة.
ولا منال للسعادة والرفاهية الا من خلال تكامل الفرد في مجتمع يكمله ليس لأنه ناقص بل لأنه جزء من كل.

وكما يوضح القديس بولس الرسول، في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، حيث يتحدث عن الجسد الواحد والمواهب الروحية المتنوعة، مشيراً إلى أن كل عضو في جسد المسيح، وهو الكنيسة، يحمل مواهب روحية فريدة من الروح القدس. هذه المواهب، وإن كانت متنوعة، إلا أنها تأتي من مصدر واحد وهو الروح القدس الواحد، وتعمل في تضافر لخدمة الجسد بأكمله.
خلاصة لأجل علاقة صحية سليمة يجب أن تتبادل مع الآخر الخير الذي ليس كله لك فهو من الله لكل مخلوقات الله.

Comments are closed.