في التأمل العميق بقيامة الرب بقلم الأب فادي هلسا
استنيري استنيري يا أورشليم الجديدة لأن مجد الرب قد أشرق عليك .
في اللغة العربية استنيري الثانية هي توكيد لفظي لاستنيري الأولى فكاتب هذه الطوربارية ملهم من الله بأن قيامة الرب من القبر حقيقة مؤكدة وأن النور الإلهي قد حل من سماء السماوات على أرضنا. .
فطوبى لمن قبل هذا النور فإن من قبله سيستضيء ويصبح قلبه مصدر ضياء إلهي باهر .
يا ليت كل قلب مسيحي يكون اليوم قبرا فارغا قام منه الرب وترك أثرا في هذا القلب هو شعلة وضاءة من نور القيامة لا ينطفيء .
المسيح قام
بهاتين الكلمتين البسيطتين يتجلى معنى الخلاص الذي تمناه الأقدمون قديما .
المسيح قام
فحل النور الذي لا يعتريه ظلام البتة
المسيح قام
كل قلب انفتح لنور القيامة لن يخرج منه الا النور نور القيامة البازغ من القبر القابل الحياة .
المسيح قام
فأقامنا معه أنقياء كالثلج ولو كانت خطايانا كالقرمز فإنها تبيض كالصوف . اشعيا 1
المسيح قام
بعد أن دفن معه خطايانا حرقها بنار روحه القدوس وأرجع لنا بدلا منها النور الذي لا يغرب .
المسيح قام
فاستنارت أورشليم العقلية ( الكنيسة )
طوبى ليس فقط لمن قبل نور القيامة بل الطوبى الكبرى لمن يتأمل مصدر النور الدافق هذا .
من هو مصدر النور ؟
مصدر النور هو نفسه الذي قال في البدء : ليكن نور فكان نور . تكوين 1
يقول الرسول يوحنا في 1 يوحنا 1 : 5
وَهذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْهُ وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: إِنَّ اللهَ نُورٌ وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ.
ومنبع النور هذا هو نفسه من قام من بين الأموات .
إذن المطلوب من كل واحد منا أن يعيش هذه الفترة المتلألئة بتفكير وتأمل عميق وأن يصمم كل واحد فينا أن يحتفظ بهذا النور البهي مضاء في قلبه بأن يبتعد عن ممارسة الخطيئة مهما كانت لأنه لا اجتماع للنور مع الظلمة .
ليحاسب كل منا نفسه على كل كلمة يتم إخراجها من فمه فهي انعكاس لما في قلبه والكتاب يقول :
يَا أَوْلاَدَ الأَفَاعِي! كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ.
متى 12 : 34
لا يقنعني أحد بأن قلبا مستنيرا بنور قيامة الرب ومحتفظ بهذا النور في قلبه يمكن أن ينطق بكلمة لا تليق .
والشيطان يبقى ساهرا يقظا لكي يطفيء هذا النور من قلوبنا
ولنذكر كلام الرسول بولس ويا ليتنا نحفظ هذه الآية :
لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، وَأَمَّا هِبَةُ اللهِ فَهِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا.
رومية 6 : 23
لقد منحنا الرب الحياة الجديدة بموته وقيامته لكن الشيطان يمكن ان ينزع هذا النور ونعود للظلام .
فلنصمت ونتأمل سر القيامة العظيم ونعيش ويبقى هذا النور وضاء في حياتنا
المسيح قام – حقا قام
Comments are closed.