صلواتٌ خاصّة للقدّيسة ريتا في عيدها… الغينة اللبنانيّة تكرّم شفيعتها

بقلم: مارغريتا كلّاسي/ موقع «آسي مينا»

في بلدة الغينة اللبنانيّة، لا يمرّ يوم 21 مايو/أيّار مرور الكرام، إذ تُكرَّم فيه القدّيسة ريتا، شفيعة الأمور المستحيلة، بمسيرة إيمان شعبيّة تجوب طُرق البلدة بخشوعٍ مهيب. وتمرّ ذخائر ريتا، في المسيرة التي يتقدّمها الكاهن، بين البيوت حيث يقف الأهالي أمام مذابح أعدّوها لينالوا البركة.

وعلى وقع هذه المسيرة التي أصبحت تقليدًا سنويًّا لا ينقطع، يحتفل راعي أبرشيّة جونية، المطران أنطوان نبيل العنداري، بقدّاسٍ خاصٍّ يتضمّن رتبة تبريك الزيت والخبز والورد الخاصّة برعيّة الغينة. وفي الذبيحة الإلهية لهذه المناسبة، يتميّز قِسْم الكلمة عن سائر الأيّام، إذ كتَبَ تلك الصلوات الخوري أنطوان الدويهي خصّيصًا منذ 15 عامًا، وهو اليوم يخدم في الأراضي المقدّسة.

وفي مقابلةٍ خاصّة مع موقع «آسي مينا»، استعرض الأب الدويهي قصّة كتابة هذه الليتورجيا الخاصّة والثمار التي حصل عليها من خلال هذا العمل. كما توجّه برسالة تمنٍّ للمؤمنين كلّهم كي يتأمّلوا هذه الكلمات ويطلبوا شفاعة قدّيسة تألّمت مثلهم وسبقتهم إلى الملكوت.

كتيّب صدر في أسبوع.

أبصر كُتيِّب عيد القديسة ريتّا في الغينة النور في أسبوعٍ واحدٍ فقط. إذ قبل 15 سنة، تواصَل كاهن رعيّة الغينة آنذاك الأب مارون الصائغ مع الأب أنطوان الدويهي في 14 مايو/أيّار وطلب منه إعداد ليتورجيا قِسْم الكلمة

وعن هذه المهلة الضيّقة، قال الأب الدويهي: «رأيت أنّ الأمر ممكنٌ إن كتبت الكتيّب في يومٍ واحد. وهذا ما حصل، إذ في اليوم التالي استيقظت باكرًا وانتهيت من الكتابة قبل موعد القدّاس عند الساعة السادسة في رعيّتي آنذاك. وأردنا أن نعِدّ رتبةً خاصّة لمباركة الزيت والخبز والورد. إذ يمثّل تبريك الزيت العودة إلى تقاليد آباء الكنيسة الذين تبرّكوا بالزيت الموضوع على عظام الشهداء. أمّا الخبز والورد فيعكسان حياة القديسة ريتا التي اقتاتت الخبز فقط وقد استجاب الربّ طلبها بوردةٍ ابتغتها في الشتاء فوجدتها مُتفتّحة رغم الثلوج».

وعن أهمّيّة ليتورجيا قِسْم الكلمة ورتبة التبريك، قال الدويهي: «هذه الكلمات ليست فرصةً لتأمّل المؤمنين في مراحل حياة القديسة ريتا فحسب، بل هي دعوة إليهم ليتعلّموا منها الصلاة اليوميّة والمسامحة. إذ لجأ المجرمان اللّذان قتلا زوج ريتا إلى منزلها، فآوتهما وأطعمتهما خبزًا». وأضاف: «في كلّ كتاب ليتورجيّ، تدخل الأفكار والقيَم المسيحيّة في فكر الإنسان المؤمن. وهذه هي الثمار التي حصدتها. ما أجمل أن تكون هذه الصلوات فرصةً ليعيش المؤمن إيمانه».

في زمنٍ قلّ فيه حضور المؤمنين والتزامهم في الكنيسة إلّا في المناسبات والأعياد، تمنّى الأب الدويهي أن يبني المؤمن علاقةً شخصيّة مع يسوع من خلال الصلاة الفرديّة والجماعيّة. وقال: «نحن أعضاء في جسد المسيح السرّي. ونحن اليد التي يعمل الله من خلالها. خذوا جسد الإنسان على سبيل المثال، إذ لا تستطيع اليد أن تعمل أو العين أن ترى إلّا من خلال أمرٍ صادرٍ عن الدماغ. فالدماغ يستند إلى أعضاء الجسد وهكذا الله يستند إلينا. فلتمنحنا القديسة ريتّا نعمة تسليم ذواتنا لله فنعمل في حقله».

Comments are closed.