هل نُصلّي لأجلِ جميعِ الناس؟ بقلم القس سامر عازر

في الزمن الفصحي المبارك وبالتحديد في الأحد الرابع بعد عيد القيامة المجيدة والمُسمى “بأحد الصلاة” يعلمنا الكتاب المقدس أهمية الصلاة في حياتنا والتي بها نناجي الله تعالى ونتحدث معه مباشرة، فاتحين له قلوبنا وواضعين كل احتياجاتنا أمام عرش نعمته.

ولكن قد يصعب علينا الصلاة وقد تلبدت الغيوم في سماء حياتنا، أو الصلاة لأجل من أساءوا إلينا وعكروا صفو حياتنا وافتروا علينا وتسببوا في أذيتنا، ولكن هي قمة الحياة الروحية، كما تعلمنا كلمة الله في الكتاب المقدس، أهميةَ الصلاة في كل الظروف والأحوال،

فحياتنا بمجملها ومسيرتنا في الحياة هي تحت عناية الله القدير ومحفوظة بين يديه، وكما يقول المرنم، “الرب نصيب قسمتي وكأسي، انت قابض قرعتي” (مزمور ٥:١٦)، فحتى شعور رؤوسنا هي محصاه بقول المسيح، ولذلك، لا يجب أن يحيدنا أي شيء عن طريقنا وعن دعوتنا، لأنّ يد القدير هي اليد العليا وهي التي تتحكم في كل شيء، وإردة الله لا بد أن تتحقق مهما حاول الشيطان وقوى الشر أَن تحيدنا عن دربنا، فالكلمة الأخيرة هي لله تعالى، ويقولها في أوقاته الخاصة به، وكلمته أمضى من كل سيف ذي حدين، ولا ترجع إليه فارغة بل تجري قوله بالحق.

لذلك، علينا أن نتسلح بقوة الصلاة التي تمنح القلب سلاما وطمأنينة ورجاء بأننا لسنا لوحدنا حتى لو هجَرنا العالم كله “فالله معنا”، وهو يريد أن جميع الناس يخلصون والى معرفة الحق يقبلون، ولذلك نحن نتعلم أن نصلي حتى لمن أساء إلينا، ليفتح الله قلبه ويوقظ ضميره ويؤنبه على شر أفعاله فيتوب عنها ويرجع عما اقترفته يديه، ومثل زكا العشار يعيد لمن وشى به عشرة أضعاف.

صلاتنا إذا تنبع من روحانيتنا، ومن اتباعنا لإنجيل المسيح، ومن الثقة بأنّ العدل الإلهي لا بد أن يتحقق مهما استفحل عمل الشر والشرير. لذلك فمن واجبنا أن نصلي لأجل “جميع الناس” حتى لمن أساءوا إلينا، فنرفع التضرعات والصلوات والابتهالات والتشكرات لأجل جميع الناس وفي كل الظروف والأحوال، “وصلاة البار تقتدر كثيرا في فعلها” . فإذا كانت صلاة الإيمان تشفي المريض فكم بالأحرى تكون فعّالية الصلاة لأجل من أساء إلينا؟!

لنتذكر انه لن تتلى صلاة من قلب نقي ومؤمن الا وترتفع كالبخور أمام عرش النعمة الإلهية، ولن تمر دون أن تُستجاب بحسب الوعد الإلهي، “يدعوني فأستجيب له..” “فلا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله”،” ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم”.

Comments are closed.