عيد الصعود والبركة الإلهية بقلم القس سامر عازر

يشكّل خميسُ صعود المسيح بعد أربعين يوما من قيامته المجيدة لحظة فارقة في تاريخ الكنيسة المسيحية، فالمسيح يعود من عالمنا إلى أبيه السماوي بعد أن تمّم كلَّ ما هو ضروري لخلاص الانسان وإنارته بالسير في طريق القداسة والعيش بموجب شريعة المحبة التي علينا أن نحياها في حياتنا رغم كل شيء ورغم استفحال الشر والألم والفساد،

فأقوى سلاح في مواجهة انحراف عالمنا يكون بزرع المحبة والمناداة بالتوبة وضرورتها لنوال الغفران الالهي، وتباعا الحصول على البركة الإلهية التي نحتاجها في حياتنا، والتي بدونها لا يمكن أن تكون حياتنا مباركة ومثمرة. فنوال بركة السماء أهم عامل في مسيرة حياتنا نحو الأبدية وحتى على التلذذ بكل النعم والبركات التي ينعم بها الله علينا في حياتنا اليوم.

ويعلمنا أحد آباء العهد القديم يعقوب الذي تصارع بحلم مع الملاك أنه لن يتركه حتى ينال منه البركة. ألسنا نطلب نحن اليوم بركة والدينا ونسأل رضاهم علينا لكي تتفتح أمامنا أبواب الخير والرزق؟ فكم بالحري حصولنا على بركة الآب السماوي الذي يهب بركته بسخاء ويهب نعمة الروح القدس لمن يسأله.

في خميس الصعود تتجلى أجمل صور الفن بإيقونة الصعود ويدي المسيح مرفوعة لمنح البركة للتلاميذ، ولإستمرارية منح هذه البركة من خلالهم للمؤمنين. فلا يمكن أن تتبارك حياتنا بدون حصولنا على بركة السماء، وللحصول على تلك البركة لا بد لنا أن نتوب عن شر أفعالنا فننال مغفرة الخطايا ونتحرر من قيود الخطيئة والشر والفساد عندها نقدر أن نسعى في طريق زرع قيم المحبة والسلام والعدل.

إن هذه هي رسالة الكنيسة المسيحية منذ أن نالت البركة السماوية بأن تنادي بالتوبة ومغفرة الخطايا ابتداء من مدينة المدائن، من قدس الأقداس، من القدس الشريف وللعالم أجمع، فنحن شهود على ذلك وعلى قوة التحرير التي يهبها لنا المسيح بقوة عمل الروح القدس فينا لنكون أبناء عهد جديد، نكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا.

لقد صعد المسيح إلى السماء ومنحنا هبة الروح القدس ليمكث فينا، وبسط يديه الكريمتين وباركنا لنسير بموجب بركته التي تستمر فينا وتؤول للخير والبركة لكل الناس.

Comments are closed.