هل هناك لقاء للبشر؟ومتى يلتقي البشر؟ بقلم الراهب الباسيلي الحلبي يوسف نقولا عرموش

يترنَّح وجود البشر على هذه الأرض، بين تهافُت الأفكار التي تنضوي تحت العديد من الفلسفات والمدارس المنتشرة عبر العصور، تظهر العديد من الديانات والفلسفات القديمة التي تنبع من تلاقي الأرواح، حيث تتشكَّل الولادة والموت عن طريق النيرفانا، وهي حالة التحرُّر التام عند البوذية. الديانة البوذية القائمة في روحانيتها على التأمُّل والولوج إلى أعماق الإنسان فيحدث الشفاء.
تقوم الروحانية المسيحيّة على اللقاء بالرب يسوع من خلال كتابه المقدَّس والإيمان بالمسيح حيث الخلاص الحقيقي والشهادة لاسمه. هذا البشريّ المخلوق يخضع في نظام الطبيعة لعوامل هذا النظام القاسي الذي يجعله يخضع تحت ظلمه، فيستغيث بحكم وضعه، ويصبح هذا الشفاء حاجة ماسَّة لا تحدث إلا بالإيمان واللقاء بالرب أولاً واللقاء بالآخر ثانيًا.
يظنّ الكثير أن مجرَّد اللقاء بالآخر هو عنصر للشفاء، بينما هذا التعافي قد يكون نابعًا من مساعدة ما قد تكون أتت بشكلٍ أو بآخر من شخصٍ ما، وهي صورة للسامري الرحيم في الكتاب المقدَّس، فبمجرَّد مساعدة صنَعَت لقاءًا وشفاءًا لا مثيل لهما، ووجَّهَت الإنسان نحو الانتقال لحياةٍ أفضل، يوحنا ١٠: ١٠ “السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك. أما أنا فقد أتيت لتكون لهم الحياة وتكون لهم بوفرة”. هنا يكمن التعافي وليس فقط بمجرَّد اللقاء، تلك هي منابع لقاء البشر …… فهل نعيش لقاءًا يغمره هذا التعافي؟

Comments are closed.