مصر: اكتشاف أطلال مدينة أثرية في «الخارجة»

تعود إلى بدايات العصر القبطي المبكر

أعلنت مصر، الخميس، عن اكتشاف بقايا المدينة السكنية الرئيسية بمنطقة آثار الواحات الخارجة الإسلامية والقبطية بمحافظة الوادي الجديد، (جنوب غربي البلاد). وتمكنت البعثة الأثرية المصرية من المجلس الأعلى للآثار بمنطقة عين الخراب من اكتشاف بقايا المدينة التي شهدت فترة التحول من الوثنية إلى الديانة المسيحية.

ويعكس هذا الكشف ثراء وتنوع الحضارة المصرية العريقة في فترات تاريخية دقيقة ومؤثرة، كما يعزز فهم فترة التحول الديني في مصر، ويبرز التسامح والتنوع الثقافي والديني الذي تميزت به الحضارة المصرية، وفق تصريحات صحافية لوزير السياحة والآثار، شريف فتحي، الذي أكد على مواصلة دعم البعثات الأثرية العاملة بمختلف المحافظات، وأشاد بجهود الفرق المصرية وما تحققه من إنجازات تساهم في تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الثقافية العالمية.

وتعدّ محافظة الوادي الجديد أكبر المحافظات المصرية، وتبلغ مساحتها أكثر من 440 ألف كيلومتر مربع، نحو 44 في المائة من مساحة مصر، وتضم العديد من الآثار التي تعود إلى فترات ما قبل الأسرات، من بينها معابد ومقابر وأبنية وبقايا مدن ودروب.

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، على أهمية الكشف الجديد، وعدّه «يلقي الضوء على حقبة هامة في تاريخ منطقة واحة الخارجة، ممثلة في بدايات العصر القبطي في مصر»، مشيراً إلى أهمية واحات مصر الغربية كمركز للحياة الدينية والاجتماعية في عصور مختلفة.
وكشفت البعثة الأثرية عن بقايا المدينة بالكامل من مبانٍ سكنية تتكون من غرف مبنية من الطوب اللبن وبعض جدرانها مغطاة بالملاط، ومناطق خدمية بها أفران للاستخدام اليومي، وعدد من الحواصل من الطوب اللبن وأوانٍ فخارية كبيرة مثبتة في الأرض كانت تستخدم لتخزين الحبوب والطعام، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة ما بين مجموعة من الأوستراكات، وأوانٍ فخارية، ومجموعة من القطع الحجرية والزجاج ومجموعة من الدفنات، فضلاً عن جدارية تمثل السيد المسيح يشفي أحد المرضي. وفق تصريحات خالد.

وأوضحت المديرة العامة لآثار الخارجة ورئيسة البعثة، الدكتورة سهام إسماعيل، أنه تم الكشف أيضاً عن بقايا كنيستين إحداهما على الطراز البازيليكي من الطوب اللبن بها بقايا أحجار لأساسات توضح أنها كانت تتكون من صالة كبيرة وجناحين يفصل بينهما 3 أعمدة مربعة في كل جهة، وتضم المنطقة الجنوبية للكنيسة مجموعة من المباني الخدمية.

وقالت إن «الكنيسة الثانية صغيرة الحجم ذات تخطيط مستطيل وحوله بقايا 7 أعمدة خارجية، زينت بعض جدرانها الداخلية بكتابات قبطية، كما عثر في الجهة الغربية منها على بقايا مبانٍ خدمية».

ولفتت إلى أن أغلب المباني المكتشفة بالموقع خلال مواسم أعمال الحفائر السابقة تدل على استخدام المنطقة عبر عصور تاريخية متعددة، حيث تم الكشف عن مبانٍ من العصر الروماني أعيد استخدامها في الفترة القبطية المبكرة، وكذلك في العصر الإسلامي.

وتضم محافظة الوادي الجديد بواحاتها الثلاث الكبرى (الداخلة والخارجة والفرافرة) العديد من المواقع الأثرية، من بينها معبد هيبيس ومعبد الغويطة ومعبد الناضورة ومعبد زيان ومعبد دوش، وجميعها مشيدة بالحجر الرملي وتغطي جدرانها نقوش عديدة، وفق الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، بالإضافة إلى جبانة البجوات التي تعدّ من أهم الآثار المسيحية في مصر، وتقع خلف معبد هيبيس، كما تزخر الواحات بعشرات المواقع الأثرية الأخرى التي تعود لعصور مختلفة.