المطران متى يترأس القداس الإلهي في كنيسة التجلي على جبل طابور
ترأس سيادة المطران يوسف متى، رئيس أساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل للروم الملكيين الكاثوليك، القداس الإلهي في كنيسة التجلي على جبل طابور. وقد عاون سيادته في هذا القداس لفيف من كهنة الأبرشية العكاوية.
وقال سيادة المطران متى في عظته: يا رب حسن أن نكون ها هنا. ما أجمله من لقاء يجمعنا في هذه الكنيسة المباركة والمقدسة، في حدث خلاصي، يجمعنا كأبناء وبنات في هذا الجليل المبارك، في كنيسة التجلي، حيث شهدنا ونشهد حتى هذه الأيام وهذه اللحظة، نشهد ليسوع المسيح ابن الله، هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت. نشهد ليسوع المسيح الذي أحبنا ومات عنا وقام وأعطانا الحياة الأبدية.
ومضى سيادته يقول: ما أجمله من لقاء، صارخين على مثال بطرس والتلاميذ، يا رب حسن نكون هنا، حسن أن ننتظرك هنا، كل واحد منا وبشكل شخصي، حسن أن نقيم هنا ونصنع لذاتنا، لعائلاتنا لبيتنا لكنيستنا ورعيتنا خيمة لتأتي وتسكن فيها. خاصة عندما نتجلى مع المسيح، هذا المسيح الذي، لكثرة محبته لكل واحد منا، جاء إلينا، آخذًا طبيعتنا من مريم العذراء، أم الكنيسة وأم كل واحد منا. أتانا ليعطينا طريقًا جديدًا، وتجلّيه أمام تلاميذه هو شهادة، ليس فقط للتلاميذ بل لك، هو قوة لك، هو حياتك، أنا هو المعزّي، والشاهد لك ولحياتك. يسوع المسيح الذي بتجليه كشف حقيقته، هذا الذي تنبّأ عنه الأنبياء موسى وإيليا. أتى إلينا وفي ذات الوقت، هو الذي يحمل الشريعة الجديدة، ليست تلك المكتوبة على الحجر، وإنما التي كتبت في قلب كل واحد فينا، إنها شريعة المحبة. وأن تحب هذا لا يعني أن تتنازل عن الكرامة، وأن تحب، يعني أن تكون على مثال المسيح، الذي قال قد تركت لكم قدوة فاقتدوا بها، مثال تحتذون به. حتى السيد المسيح أحب، وأحب أكثر مما يستطيع كل إنسان أن يحب، حتى مضطهديه صالبيه.
وتابع سيادته قائلا: هذا يسوع المسيح، وإخوة المسيح الذي يحمل اسم المسيح، عندما تجلى يسوع على هذا الجبل قال لتلاميذه وقال لنا من خلالهم، لا تقولوا لأحد حتى يتمجد ابن البشر، ومتى يتمجد ابن البشر؟ أنه قام من بين الأموات. ولأنه قام من بين الأموات، فهو الله الحي الموجود، حيث اجتمع باسمي اثنان أو ثلاثة، هناك أكون بينهم.. فهل تؤمنون أن يسوع حاضر؟ نعم، وإنه بالتأكيد لا يزال معنا، وهو الذي جمعنا اليوم هنا على هذا الجبل المقدس، لنشهد كما شهد التلاميذ هذا التجلي العظيم، الذي كشف لنا عن حقيقته وعن شخصه، وعن رسالته لكل واحد منا. ونحن اليوم نصلي له لكي يدخل خيمة بيوتنا، خيمة قلبنا ويخبرنا ما هي مشيئته لنا، الكبار والصغار والشباب والجميع، نحن الذين حملنا الإيمان بيسوع المسيح، في هذه الأرض المقدسة، التي قدسها بتعليمه بمسيرته، وبموته وقيامته، هذه الأرض التي عانت وستعاني لأجل إيمانها بالمسيح. وإيماننا بأن المسيح معنا. والمسيح معنا فهل نخاف؟ ما دام معنا فمن علينا؟ وكما قال القديس بولس، لا شيء يفصلني عن المسيح، لا طول ولا عرض ولا عمق ولا علو. طالما المسيح حاضر فينا. فإن كنت أحيا فأحيا للمسيح، وإن مت فأنا للمسيح. هذا المسيح الذي في هذه الليلة الطاهرة يطل علينا بشعاعه من هذا المجد السماوي، ويضيء كل واحد منا، يضيء بيوتنا وعائلاتنا، فهو النور الذي نسير به نحو السلام الحقيقي، سلام مع بعضنا بعضا، سلامنا مع كل شخص مر في طريقنا، بغض النظر من هو، بل لأنه إنسان، نحن بحاجة لأن نرجع إلى إنسانيتنا لكي نعيش مسيحيتنا. على مثال السيد المسيح الإنسان والإله.
وخلص صاحب السيادة إلى القول: هذا المسيح الذي نفتخر به، وحاشا أن نفتخر إلا بصليب المسيح، وإياه مصلوبا. ونحن اليوم على مثال بطرس، نعلن إيماننا بيسوع ابن الله، الابن الحبيب الذي أحبّنا، وأحبّ كل واحد منا، وبذل نفسه عنا وأعطانا فكرًا جديدًا، وطريقا جديدة، وحياة جديدة، ونحن نخرج من هنا بأعمال جديدة، وطريق نحب فعلا أن نعيشها مع المسيح، لأنه دون المسيح لا تستطيعون شيئا، ثقوا أني قد غلبت العالم. وبهذه الثقة نشكر الله على هذا اللقاء الذي يجمعنا مع الإخوة الكهنة الآباء القديسين، الذين جاؤوا من بيت لحم ومن كل الجليل، ورافقتنا عائلاتنا، شبابنا من الجليل، هذه الدعوة التي أدعو أن تكونوا مع المسيح وتعيشوا في المسيح، لأجل المسيح، الذي يقود خطاكم إلى كل عمل صالح. لهذا نشكر الله، ولتكن نعمة الرب الإله عليكم جميعا باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد آمين.
وكان سيادته قد تقدم مسيرة شعبية حاشدة من أسفل جبل طابور حتى أعلاه، وهي مسيرة تقليدية يقوم بها المؤمنون من كافة رعايا الأبرشية في كل عام.
Comments are closed.