البطريرك بييرباتيستا يترأس القداس الاحتفالي بمناسبة النذور الرهبانية الدائمة للأخت سارة كاذيا

ترأّس غبطة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، القداس الاحتفالي بمناسبة النذور الرهبانية الدائمة للأخت سارة كاذيا، من العراق، التي انضمّت إلى رهبانيّة القديس يوسف للظهور.

أقيم القداس الإحتفالي في كنيسة القديسة كاترينا الرعوية في بيت لحم، شارك في القداس المطران بولس ماركوتسو، والأب رامي عساكرية كاهن الرعيّة، وعدد من الكهنة، كما وحضرت العديد من راهبات رهبانيّة القديس يوسف للظهور من مختلف مناطق الأرض المقدسة ليشهدن على هذا الحدث المقدس في مسيرة الأخت سارة واستجابتها لدعوة الله إلى الحياة الرهبانية.

امتلأت الكنيسة بالمؤمنين الذين أحاطوا بالأخت سارة بصلواتهم وفرحهم، فيما نذرت حياتها للمسيح في خدمة الكنيسة وشعب الله، وإذ مثلت أمام البطريرك حيثُ أعلنت قائلة:
“باتّكالي على محبّة الله ونعمته، أطلب أن أتبع المسيح في الحياة الرسوليّة مع رهبانية راهبات القديس يوسف للظهور”.
فذكّرها غبطته بأن هذه الدعوة لا يمكن أن تُصان إلا بنعمة الله، ثم أعلنت استعدادها لتعيش خادمة وشاهدة لمحبة الله.

عظة عن نار الروح القدس

في عظته، شدّد غبطة الكاردينال بييرباتيستا على أن الحياة المكرّسة هي عطية قائلاً: “تكريس حياتك لله لا يعني فقدانها، بل هو نيل ما هو أعظم، أنتِ ابنة هذه الأرض المقدسة، ونرجو أن يكون تكريس حياتك اليوم مصدر إلهام للآخرين لكي يلبّوا دعوة الله”.

كما تحدّث غبطته عن حضور الروح القدس في حياة المؤمنين قائلاً:” النار التي يتكلّم عنها السيد المسيح ليست نارًا مدمّرة، بل نارًا تعطي الدفء والحياة، ففي يوم العنصرة حلّ الروح القدس على الكنيسة على هيئة نار، نار تجدّد وتقوّي”. وأضاف قائلاً: “حينما أدخل إلى رعية ما، أستطيع أن أستشعر ما إذا كانت شعلة الحياة فيها متقدة أم خامدة. فنحن كمسيحيين قد نفقدها أحيانًا، لكننا نظل دائمًا في حاجة إليها.”

وتوجّه بعدها إلى الأخت سارة بكلامه قائلاً: “إنّ نار الله ذاتها هي التي دفعتك لمغادرة وطنك العراق والمجيء إلى هذه الأرض المليئة بالصعوبات؛ وهي نار الله ذاتها التي تُنير قلبك وتغيّر فكرك، فلا يعود القلبُ يتبع مقاييس العالم من مالٍ وبيتٍ وممتلكات. فمن يجعل يسوع كنزه الوحيد، يعيش بحرية تامة”.

حياة مكرّسة بكاملها للمسيح

تلت العظة رتبة النذور الدائمة، حيث وجّه غبطة الكاردينال أسئلته إلى الأخت سارة حول استعدادها لتتبع المسيح بحرية وامتلاء قلب: في الفقر، على مثال الرب الذي أخلى ذاته ليشترك في إنسانيتنا؛ وفي الطاعة، مسلّمة حياتها بين يدي الآب كما فعل يسوع؛ وفي العفّة، جاعلة من كيانها بأسره عطيّة حبّ مقدّمة للرب.

وبفرح غامر، أعلنت الأخت سارة التزامها بأن تحيا بروح الإنجيل والرسالة على خطى رهبانية القديس يوسف للظهور. ثم ارتفعت طلبة القديسين في أرجاء الكنيسة، فاتحدت صلاة الكنيسة المجاهدة على الأرض مع صلاة الكنيسة الممجَّدة في السماء، مستشفعين بالقديسين من أجل مسيرتها الرهبانية الجديدة.

وكعلامة للعهد الأبدي، تسلّمت الأخت سارة خاتم النذور الدائمة، ووقّعت على وثيقة نذورها مع الرئيسة الإقليمية للرهبنة الأخت فالنتينا سالا، وغبطة الكاردينال، الذي منحها في الختام البركة الاحتفالية، إيذانًا ببداية حياتها المكرسة للمسيح.

في ختام القداس، رفعت الأخت سارة كلمة شكر إلى الحاضرين، قائلة بتواضع: “صلّوا من أجلي كي أبقى أمينة لدعوتي وللنداء الذي تلقيته.”

كما عبّرت عن امتنانها العميق لكل من رافقها في مسيرتها، ولا سيما لعائلتها التي آمنت بها وعضدتها بصلواتها. واختُتم الاحتفال بترانيم الشكر في رعية بيت لحم، حيث أحاطت الرعية الأخت سارة بالمحبّة الصادقة وتبادلت معها التهاني، فرحةً 

Comments are closed.