المشككون بعقيدة انتقال العذراء
في البداية أقتبس هذه الكلمات من موسوعة ويكيبيديا من هذا الرابط:

https://ar.wikipedia.org/wiki/انتقال_العذراء
انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر من أهم العقائد المسيحية حول العذراء، وهي أيضًا مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية التي تبجلها وإن بأشكال مختلفة؛ وقد ظهرت هذه العقيدة منذ القرون الأولى وتظهر في كتابات آباء الكنيسة إذ يقول القديس يوحنا الدمشقي: كما أن الجسد المقدّس النقي، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء؛[1] أما القديس بطرس دميانوس فيقول: في صعودها جاء ملك المجد مع أجواق الملائكة والقديسين لملاقاتها بزفةٍ إلهية؛ ولهذه الأقوال نجد صدىً في الكتاب المقدس ولاسيما نشيد الأناشيد 10/2.[2] وتظهر عقيدة انتقال العذراء أيضًا في الطقوس المسيحية المبكرة، وكذلك في إفراد عيد خاص لها يوم 15 أغسطس يسبقه صوم مدته أربعة عشر يومًا؛[3] غير أن هذه العقيدة لم تبحث في مجمع ولم تثبت في نصوص رسمية إلى أن قام البابا بيوس الثاني عشر بإعلانها للكنيسة الكاثوليكية كعقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950،[4] بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات،[1] وقال البابا حينها: إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي.
يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقًا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها.[5]
الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية يرون أن الانتقال قد تمّ بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في بستان الزيتون حيث نازع يسوع وشهد الحدث من بقي حيًا من التلاميذ الاثني عشر بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيًا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيًا؛[6] تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا لتوما أحد التلاميذ الاثني عشرممثلاً بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك، وعندما قام أحد اليهود باعتراض موكب الجنازة، اجترحت معجزة بشفاعتها،[7] وتعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تمّ بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة،[8] وقد اكتشف في القرن السادس المكان التقليدي المسمى“قبر العذراء الفارغ” وشيدت هناك كنيسة رقاد العذراء التي لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي الذي شهد انتقالها، علمًا أنه يذكر في الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التي رفعت أو انتقلت بدون موت إلى السماء كالنبي إيليا وأخنوخ.
الكنيسة الأنجليكانية ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان بعد موته لا يتجه مباشرة إلى السماء بل يمكث حتى يوم القيامة والعذراء هي وحدها من دخلت روحها إلى الجنةمباشرة بعد موتها، أما جسدها فلم ينتقل.
تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلَّصين،[9] كذلك تعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم كلبنان وفرنساوإسبانيا والغابون وغيرها.[10]
إذن هذا هو إيمان جميع الكنائس على مختلف الأصعدة وبرغم الاختلافات أن العذراء مريم قد انتقلت بالنفس والجسد إلى السماء وهي عقيدة تحدث عنها الآباء الأولين منذ القرون الأربعة الأولى مما يدل دلالة أكيدة على تواتر قصة الانتقال بين المسيحيين .
يتساءل البعض لمَ لم يتم ذِكر ذلك في الإنجيل ؟
وبدورنا نتسائل : لماذا لم يكتب الإنجيل شيئا عن طفولة يسوع ؟
لماذا لم يدوِن الإنجيل قصة هرب العائلة المقدسة إلى مصر ؟
لماذا لم يكتب الإنجيل قصة وفاة يوسف الخطيب الشاهد الأمين لسر التجسد ؟
لماذا لم يكتب الإنجيل قصص استشهاد معظم الرسل ومنهم الرسول بولس الذي تعب أكثر من كل الرسل ؟
ونجيب على هذا بأن الإنجيل ليس كتاب سير وقصص بل هو بشارة زبدة الخلاص للجميع وليس اختصاص الإنجيل سرد قصص الناس .
ورد في سفر المزامير إشارات لانتقال العذراء إلى السماء
بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ. مزمور 45 : 9
ولكن السؤال الأكبر
لو لم تنتقل العذراء إلى السماء أين جسدها اليوم ؟ هل ضاع ؟ وهل يسمح المسيحيون الأوائل بضياع جسد العذراء ؟
لقد حرص المسيحيون منذ القرون الأولى على المحافظة على بقايا القديسين وخصوصا الشهداء ومعظمها موجود حتى اليوم .
وهنالك منطق آخر
الذي رفع أخنوخ ( الجيل السابع لآدم ) حيا إليه أفلا بالحري ينقل التي حبلت به أيضا ؟ تكوين 5
وأيضا ينطبق الأمر على رفع إيليا النبي حيا إلى السماء
وأورد هنا قول الرسالة إلى العبرانيين لجميع المُشَككين بالأمور الإيمانية ويريدون براهين حسية لها :
وَأَمَّا الإِيمَانُ فَهُوَ الثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَالإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى. عبرانيين 11 : 1
العذراء مريم هي المرأة التي أفاض العهد القديم في الحديث عنها تارة بالتلميح وتارة بالرمز وتارة بالكلام الصريح المباشر فلا دليل لدينا أن جسدها دُفن في الأرض وضاع بين الراقدين . لأجل هذا تبقى عقيدة انتقالها بالنفس والجسد إيمانا عقليا تعترف به جميع الكنائس على الرغم من خلافاتها فهي تلتقي في شخص العذراء مريم والدة الإله .
آمين

Comments are closed.