لا تجعلوا لكم آلهة أقزامًا أمام الإله الجبار بقلم الأب جورج شرايحه
في وداع الشيخة الجليلة أم عثمان عكاوي جريسات، والدة الصديق حران، ألقى المدبّر البطريركي الأرشمندريت بولس نزها عظة مؤثرة، ابتدأها بحديث عن خصال الفقيدة وما تميزت به من إيمان راسخ وعطاء سخيّ ودعم صادق للكنيسة ومشاريعها الإنسانية.
فقد قدّمت سنين عمرها الطويلة في تربية عائلة مسيحية كبيرة، أنجبت رجال أعمال ورجال لله في آنٍ معًا.
آلهة العصر
انتقل الأرشمندريت في عظته إلى الحديث عن آفة هذا العصر: عبادة المال وجعله إلهًا مزيفًا، يقف جنبًا إلى جنب مع آلهة أخرى من صنع البشر، بينما يُزاح الإله الأوحد الحقيقي إلى الهامش.
وأطلق صرخته المدوية التي لا يزال صداها يتردد في الأذهان:
“لا تجعلوا لكم آلهة أقزام صغار أمام الإله الجبار”.
بين الصالح والأصلح
إنها دعوة صريحة لكل واحدٍ منا على مفترقات الحياة، حيث نُخيَّر أحيانًا بين الصالح والطالح، وأحيانًا أصعب: بين الصالح والأصلح. وهنا يُختَبر إيماننا ونقاوة قلوبنا.
الجاه والسلطة
الجاه، السلطة، الألقاب، الشهادات… كلها هبات من الله، لكنها سلاح ذو حدّين. القيمة الحقيقية تكمن في المنفعة العامة وخدمة الآخر، لا في المظاهر الفارغة.
صلاة وختام
فلنطلب من الرب أن يهيئ لنا قلبًا مستقيمًا، ويجعل كل ما نملك سبب بركة لا عثرة، وأداة لبناء لا لهدّم القلوب بسبب خطايا الغضب أو جهل الجاهلين.
رحم الله الشيخة الجليلة أم عثمان، وأسكنها في ملكوته السماوي، ولنجعل نحن حياتنا شهادة حيّة للمحبة والحق، بعيدًا عن أصنام العصر والآلهة الأقزام.
Comments are closed.