المطران جورج الحداد راعي الحضور ورسول الرجاء
في زمنٍ الحرب والتهجير تتعالى فيه اصوات القلق ، ويكثر فيه الخوف على مستقبل الحضور المسيحي في الشرق، يطلّ علينا وجهٌ كنسيّ مضيء، حمل منذ نعومة أظافره شغف الخدمة وجرأة الرسالة، هو المطران جورج نقولا حداد، مطران بانياس وقيصرية فيلبس ومرجعيون للروم الملكيين الكاثوليك.الملقب في الأوساط الكنسية بالمظفر
جذور ورسالة
وُلد عام 1957 في بيروت، وترعرع في قلب عائلة مؤمنة زرعت في قلبه محبة الكنيسة. انجذب إلى الروحانية البولسية فانتمى إلى جمعية المرسلين البولسيين، وهناك صاغت الصلاة والدراسة والرسالة شخصيته الكهنوتية. وعندما ارتسم كاهناً سنة 1983، انطلق يخدم باندفاع ووداعة، جامعاً بين قوة الكلمة وبساطة القلب.
عيين من العام 1987 إلى العام 2001 امين سر غبطة البطريرك المثلث الرحمة مكسيموس الخامس حكيم وامين سر السينودس المقدس وأمين سر البطريركية.
من بيروت إلى الأرجنتين
لم تقتصر خدمته على لبنان، بل حملته الطاعة إلى أقاصي الأرض. ففي سنة 2002 عُيّن أسقفاً وإكسرخوساً رسولياً في الأرجنتين، حيث رعى المؤمنين المشرقيين المنتشرين في بلاد الاغتراب. هناك كان أباً للجالية، يجمعهم حول كلمة الله ويحافظ على هويتهم الروحية والكنسية.
كما عينه البابا يوحنا بولس الثاني
مدبرا رسوليا على
ابرشية عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل
عندما عاد إلى لبنان 2003 وبقي حتى عام 2006
عام 2006 انتخب مطراناً على أبرشية قيصرية فيلبس بانياس في الجنوب. أرضٌ جُبلت بالدموع والرجاء، حمل فيها المطران حداد الصليب مع أبنائها، فكان لهم راعياً ورفيق درب. لم يكتفِ بالطقوس والاحتفالات، بل جعل الكنيسة بيت خدمة وتعليم، وفتح قلبه للآخر المختلف، مؤمناً أن الحوار هو الطريق الوحيد لحماية لبنان.
عينه السينودس الدائم مشرفا على ابرشية بترا وفيلادلفيا وسائر الاردن بعد تعيين مدبرا بطريركيا هو الأرشمندريت بولس نزها.
كلمة في زمن الشهادة
في سينودس الشرق الأوسط (2010) رفع المطران حداد صوته أمام العالم، مؤكداً أن المسيحيين باقون شهوداً للرجاء، وأن الحرية الدينية ليست منّة بل حق، وأن التعايش هو رسالة لبنان وهويته.
أبٌ وراعٍ
المطران جورج نقولا حداد ليس مجرّد أسقف على كرسي، بل هو أب وأخ ورفيق. من يلتقيه يلمس فيه قرب الراعي من قطيعه، وحرصه على كل إنسان مهما كان انتماؤه. إنه وجه الكنيسة الذي يبتسم رغم الصعاب، ويزرع الرجاء حيث يخيّم اليأس.
المطران حداد هو شهادة حية على أن الكنيسة، مهما كانت صغيرة في العدد، عظيمة بالرسالة. فهو يذكّرنا بأن المسيحي مدعو لأن يكون نوراً وملحاً، وصوت حق في عالم جريح.
Comments are closed.