كيف تكون قائدا فعالا بقلم الاب عماد الطوال كاهن رعية الفحيص للّاتين
في محاضرة نظمتها أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين مؤخرًا تحدث الدكتور مارشال جولدسميث، المؤلف والمدرب المشهور عالميًا حول مساعدة القادة على تحقيق تغيير إيجابي في سلوكياتهم القيادية، واقتبس جولدسميث من بيتر دراكر قوله “نصف القادة الذين التقيت بهم لا يحتاجون إلى تعلم ما يجب عليهم فعله، إنهم بحاجة إلى أن يتعلموا ما يجب عليهم إيقافه”، يتبنى جولدسميث هذه الفلسفة، فبدلاً من إنشاء قائمة “المهام التي يجب القيام بها”، ابدأ قائمة “المهام التي يجب التوقف عنها”.
وهنا يمكننا أن نتساءل: هل نحن كقادة على استعداد للتوقف الآن عن بعض العادات وإحداث تغيير إيجابي؟
-عدم الاستماع: الاستماع هو مهارة قيادية أساسية، غالبًا ما يتسلق القادة السلم بسبب عدد من القدرات التي تميزهم من ضمنها الثقة في قدرتهم على تحقيق النجاح، ولكن عندما تتحول هذه الثقة إلى غطرسة، يتوقف القائد عن الاستماع للآخرين، وغالباً ما يبالغ في تقدير مساهمته في نجاح الفريق بينما يقلل من شأن المساعدة التي قد يحصل عليها من الفريق، كقائد، عندما يتعين عليك إنجاز العمل من خلال الآخرين، فإن عدم الاستماع يعني مستوى أقل من الثقة والتزامًا أقل من أعضاء الفريق.
-الفوز دائمًا: غالبًا ما يكون لدى القادة هاجس الفوز، وهذا الدافع للفوز هو ما يجعلهم ناجحين، مع مرور الوقت، يصبح الفوز عادة، لكن عندما يتم التطرف، تصبح الرغبة في الفوز هوسًا، إنهم يريدون الفوز عندما يكون الأمر مهمًا وعندما لا يكون له أي معنى على الإطلاق، في حين لا ينبغي للقادة أن يجعلوا الأمر كله يدور حول أنفسهم وانتصارهم، فلا بأس أن ندع الآخرين يفوزون.
-إصدار الأحكام: كل فرد مختلف، تختلف طريقة تفكيرهم وكيفية اتخاذهم للقرارات، في الواقع، لا يوجد شخصان متشابهان تمامًا، غالبًا ما يرغب القادة في تقييم الآخرين وفقًا لمعاييرهم الخاصة، ويعتبرون الآخرين أقل شأنًا ممن لا يرقى إلى مستوى هذه المعايير، على سبيل المثال إذا كان القائد يستيقظ مبكرًا، فقد يعتقد أن أي شخص يستيقظ متأخرًا هو كسول، القائد الجيد يسمح للناس بفعل الأشياء بطريقتهم الخاصة، طالما أنهم يصلون إلى نفس الهدف، فلا يفرض طريقته في فعل الأشياء على الآخرين.
-أن تكون أذكى شخص: جزء مهم من دورك هو إعطاء الناس المجال والتشجيع للتفكير والابتكار، وحتى التعثر قليلاً، يشعر الكثير ممن يشغلون أدوارًا قيادية بأنهم مجبرون على تحويل كل موقف إلى فرصة أخرى، يجيب هؤلاء القادة على كل سؤال، ويطرحون أفكارًا يتردد الآخرون في الاختلاف معها، بدءًا من الآن، ركز على مساعدة الأفراد من حولك على أن يصبحوا أكثر إبداعًا وأكثر ثقة بالنفس، توقف عن تقديم الإجابات، بدلاً من ذلك، اطرح الأسئلة، واسمح للأشخاص باستكشاف أفكارهم وتجربتها، لأنك إذا كنت قد قمت بإنجاز إحدى وظائفك الأساسية بشكل صحيح وهي اختيار الأشخاص المناسبين في فريقك فسوف تندهش من النتائج.
-عدم التعبير عن الامتنان: الشكر لا يكلف شيئًا ويحفز أعضاء الفريق، فالتقدير والتحفيز هما أدوات في ترسانة القائد، القائد الملهم لا يتوانى أبدًا عن الاعتراف بمساهمات الآخرين وتقديرهم علنًا، إن أبسط أشكال عدم الاحترام هو عدم الاعتراف بالعمل الذي تم إنجازه بشكل جيد، إنه أمر محبط للفريق.
-عدم الاعتراف بالخطأ: إذا تسبب سلوك القائد أو تصرفاته في إزعاج أو أذى للآخرين، فإن الشيء الواضح الذي يجب فعله هو الاعتذار، ومع ذلك، يجد بعض القادة صعوبة في القيام بذلك، إن عدم الاعتذار عن الأخطاء العرضية أو المتعمدة يسبب استياء الآخرين.
-الغضب: غالبًا ما يبرر القادة فقدان أعصابهم كأداة لإدارة الناس والسيطرة عليهم، لكنه أسلوب فج ويسبب الكثير من الضرر، إنه أمر غير محترم وغير إنساني، ليس هناك عذر لفقدان أعصابك.
ندرك بأن الاعتراف بالحاجة إلى التغيير يتطلب الشجاعة، كما يتطلب الأمر الكثير من الوقت والطاقة والجهد للتغيير بنجاح، لا تقلق بشأن كونك مثاليًا، فالبشر لديهم عيوب ويخطئون، لكن من الضروري أن نبدأ التغيير من الآن، وتبقى الحقيقة أننا إذا انتظرنا الوقت المناسب للتغيير، فقد ننتظر إلى الأبد.
Comments are closed.