لماذا يفشل الزواج كثيرا في أيامنا الحاضرة بقلم الأب فادي هلسا الجزء 1
إنه ليس سؤال كبير فقط إنه سؤال ضخم يشمل العائلات المسيحية برمتها مهما اختلفت في المذاهب .
إنها أيام حقيقة وبحسب الإنجيل تعتبر الأيام الأخيرة ويقترب يوم الدينونة أكثر وأكثر .
ولكن قبل تعداد الأسباب لفشل الزواج علينا أن نفهم معنى الزواج في المسيحية .
فلسفة الزواج قالها آدم الأول بعد رؤيته حواء كما ورد في سفر التكوين أصحاح 2
23 فقال آدم: هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت
24 لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحد
فالمرأة هي عظم ولحم من عظام ولحم الرجل وقد أكد الرسول بولس على هذا المنطق الذي غرسه الله في آدم وعبر عنه بهذا الكلام في الرسالة إلى أفسس أصحاح 5 .
أما في فلسفة الزواج المسيحي فلدى اقتران المرأة بالرجل يصيران جسدا واحد وهو أشبه بوحدة المسيح والكنيسة أيضا بحسب الرسول بولس أفسس 5 .
وحتى ينال الزواج تلك القدسية والاتحاد بالزواج المقدس يجب أن تتم مباركة هذا الزواج من قبل الله بوجود كاهن قانوني ومباركة الكنيسة أي الجماعة المؤمنة .
وحتى تكتمل أمور الزواج المسيحي الصحيح يجب أن لا يكون الارتباط بين الرجل والمرأة مسبوقا بشرط معين . مثلا يسمع أحدهم بأن فتاة ما تمتلك أموالا أو عقارات فيستميت للارتباط بها وحين يكتشف أن لا شيء لديها ولعدم وجود الحب الحقيقي الخالي من كل مصلحة تبدأ المشاكل .
قديما كان الزواج يتم بأبسط المراسيم فيجتمع الناس ويسهرون ويتسامرون والضيافة كانت بسيطة جدا يأكلون الحلويات البسيطة ويشربون القرفة الحلوة ( الدارسين ) وتقام سهرة بسيطة جدا وغداء احتفالي يوم الإكليل .
كانت المرأة قديما سيدة منتجة ورديفا حيا لزوجها في كل شيء فهي تلد الأولاد وتساعد في أعمال الزراعة وجلب الماء والحطب وتحلب المواشي وتصنع مشتقات الحليب والألبان وخبز الخبز وتموين البيت من المربيات والمخللات والبيت غالبا يأكل مما ينتج وعمل المرأة يبدأ في الصباح الباكر وينتهي بعد الغروب دون كلل أو ملل والزواج هنا ينتهي بموت أحد الزوجين والعائلة مترابطة متحابة ولا شيء يعكر صفو حياتها .
حديثا تعقد كل شيء وانتشرت المظاهر الكاذبة في كل خطوة من خطوات الزواج ويتفاخر الناس ويتنافسون في أيهم الأفضل والأحسن في تلك المظاهر .
فالشاب يسعى لإرضاء عروسه بل وأهلها أيضا وأم عروسه بالذات حتى لو غرق في الديون والأقساط فلسان حال العروس يقول فلانة ليست أفضل مني وأبوها وأهلها ليسوا أفضل من أبي وأهلي أريد الأفضل والأبهى والأحسن إنها فرحة العمر والتركيز على الملابس الفاخرة والصالونات الشهيرة والولائم الباذخة وحفلة الخطوبة وحفل الاستقبال ولا يتركون رحمة الله تحل .
يتبع في الجزء الثاني .
Comments are closed.