القديس فرنسيس بين الأمس واليوم قصة دعوة وتحوّل إلى الحياة مع الرب يسوع

نورسات الاردن

مولده:
ولد القديس فرنسيس في أسيزي في إيطاليا، نحو أواخر سنة 1181م، ترعرع على يد كهنة كنيسة القديس جاورجيوس ما كان بحاجة إليه من العلم، وربّوه تربية مسيحية. فنشأ طافحًا بالحياة، لطيفًا رفيعًا، ساذج القلب.

فروسيته:
قارب فرنسيس العشرين من العمر، وهو عامر بالأحلام والآمال فبات يضطرم شوقًا إلى أن يحيا ويحارب في سبيل الوطن. ما لبث أن نشبت الحرب بين أسيزي وبروجيا وهذا ما دعا فرنسيس لأن يكون في عداد الفرسان المتسلحين.
وعند نهاية الحرب والعودة من الأسر والسجن ابتلاه المرض. فسمع صوت الرب يقول له: “لِمَ هذا التهالك على خدمة أناس، والرفق بقوم قلما يجزونك؟ أليس الأجدر بك أن تخدم وتكرّم إلهًا وربًا يجزيك؟ فسأل فرنسيس:”وماذا ينبغي لي أن أصنع؟ فأجابه الرب:”ارجع إلى أسيزي، وهناك يُقال لك ما ينبغي أن تصنع”.

حياته مع الرب يسوع:
منذ ذلك الحين جعل يعكف على الصلاة والتأمل، ويتردّد إلى العزلة. وفي إحدى المرات سمع صوت الرب يقول له بوجوب الزهد بالذات وهذا ما سيعطيه قوة وفرح.
وإذا بصوت يسوع يقول له: “قم يا فرنسيس، رمّم بيتي المتداعي”. فظن فرنسيس بأن المقصد ترميم الكنائس فشرع يرمم الكنائس والمعابد المتصدعة. وما لبث أن فهم أن الله يدعوه إلى بناء كنيسة النفوس أيضًا.
بدأت الجموع والناس تجتمع حول الروحانية الجديدة والتي ما لبثت أن بزغت فجرها الجديد بإقرار البابا أنوشنسيوس الثالث. فشرع فرنسيس وأعضاء رهبنته الجديدة في نشر المحبة والأخوة وكلمة الرب إلى يومنا الحاضر.
كان في مناجاته الافخارستية، يصرخ إلى الرب:”يارب، اجعلني أداة لسلامك! لنبشر بالحب حيث الحقد، ولنبن السلام حيث الخصومة، ولنوقظ الإيمان حيث الشّك، ولنبعث العزم حيث الكآبة والحزن، ولنبذل الصفح حيث الإهانة ولنعلن الحقيقة حيث الضلال، ولننشر الرجاء حيث اليأس، ولنشعّ النور حيث الظلمة”.
وسم المسيح:
في شهر أيلول سنة 1124م، رحل فرنسيس إلى جبل فرنا مستصحبًا بعض الأخوة. فكانت صلاته تزداد اضطرامًا فطلب من الرب أن يُوسم بوسم المسيح فأعطاه الرب ما أراد فحمله في جسمه طيلة سنتين.
اشتد سوء الحال بفرنسيس بسبب الجراحات إلى أن وافته

المنية في مساء اليوم الثالث من شهر تشرين الأول سنة 1226م. مات فرنسيس كزهرة تحترق على جذعها بأشعة الشمس ودُفن في كنيسة القديس جاورجيوس. إن هذا القبر قد جعل من أسيزي أورشليم الغرب. وبقيت رهبانيته بروحانيتها تشتعل بنشر كلمة الرب في جميع أصقاع العالم حتى اليوم.

من كتاب “الأسيزي أكمل صورة للمسيح”
بقلم الشماس يوسف نقولا عرموش

Comments are closed.