الابن الشاطر والاب المشطور بقلم الاب جورج شرايحه.
خاص لموقع نورسات الاخباري وصفحات القناة على وسائل التواصل الاجتماعي والتلاقي الافتراضي.
تستعد الكنيسة في هذه الايام للصوم الاربعيني المقدس فتذّكر المؤمنين بحنان الله ،وحبه للبشرية ، وانه اب سماوي لا يتركنا مهما تغربنا عنه في بلاد الوحشة والخطيئة،فتسرد لنا الكنيسة في هذا الاحد قصة الابن الشاطر، والواردة في انجيل لوقا 15 / 11 : 32يسميه الانجيلي بالشاطر كي لا يسميه الضال،لقساوة الضلال ،فيسميه فيزيائيا قاسم او شاطر وهنا قصدت في العنوان ان اربط كلمة الشاطر في كلمة اخرى هي المشطور كي يفهم القاريء ان ليس المقصود بالشاطر كما تستخدم الكلمة في لغتنا العامية الدارجة بمعنى نجيب وذكي، والاب صار بفعل ابنه مشطور القلب شوقا وحنينا لفلذة كبده.تخبرنا القصة ان الفتى الطائش اراد كسر مرجعيته معتقدا انه يستطيع ان يرث ابيه وهو حي، على خلاف العرف الذي يقتضي وفاة الاب،لكن ابيه لم يريد ان يتمنى ابنه موته كي يرث فقال ليرثني حيا خير من تلك.لملم ثيابه وحزم امتعته وصف الدراهم في جيبه، وترك البيت الدافيء ليس كي يفتح بيت جديد واسرة ممتدة بل كي يكتشف طعم جديد كان يعتقد انه سوف يكون لذيذ، انها الفكرة من القصة ،الاغتراب عن الاب السماوي ( الله ) كي اتذوق طعم الانسلاخ الكينوني عن الله وفكرة الموت والحياة الابدية ،لا بل استباق الخطيئة قبل اوانها مع سابق الاصرار والترصد لها طمعا في لذة الترف منها.كثير منا قد اختبر في جهالته انشطاره عن الله واكل نعمه بلا حمدا او شكرا، وكانه حقي وميراثي ونصيبي وليس كرم منه منحني اياه ،والاصل ان الله هو حظي ونصيب ميراثي ، هو في كليته وليس فقط شيء لذيذ منه.رفض البنوة يسويك عاق،ولو بعد حين وتأكل اكل الحرام من النفاية ، مع الخنزير، فقد انفق سبيل الخطيئة لم يعد معه مال يدفعه كي يمارس الخلاعة .”فرجع الى نفسه” ليجد فيها العدم والفراغ والانحطاط.لم يطول وقت التفكير عند الابن فالمسائلة محسومه والكفة راجحة لصالح العودة حتى لو لم يستقبله ابيه كابن، كان راضيا ان يكون اجير ويأخذ راتب.غريب لم يكفيه المال الذي بدده في الخلاعة يريد ان يعود ليأخذ راتب ! “سأقوم وأرجع الى أبي” الحاجة ذكرته ،صيرته ابوه بالقوة والفعل، تذكر الابوة في الشدة فليس له ملجأ غيره.ليس لنا في غربتنا الا الاب السماوي وحده .ثم يقول في نفسه:”أخطأت الى السماء واليك، ولا أستحقّ بعد أن أدعى لك ابنًا فعاملني كأجير عندك”، انها التوبة والاعتراف. “فرآه أبوه آتيًا من بعيد”. اي انه كان يترك عمله ويصعد لشرفة ما ، ينتظر عوته كل يوم في شوق وحنين ابوياه كم هو مؤلم معرفتنا ان اولادنا ليس في امان، مجرد الشعور يشطر القلب الم. قال الأب لخدمه، أسرعوا هاتوا أفخر ثوب وألبسوه، وضعوا خاتمًا في إصبعه وحذاء في رجليه.وقدّموا العجل المسمّن واذبحوه، فنأكل ونفرح، لأن ابني هذا كان ميتا فعاش، وكان ضالا فوُجد، فأخذوا يفرحون”. التوبة الى الأب يقابلها الغفران ولباس الكمال والهيبة وحضور النعمة الالهية ومواهب الروح بعد ان خلع عنه ردائه المتسخ بالخطيئة.الحب وحده من يغفر ولا يحقد، المسامحة لا تأتي الا بالاعتراف التائب، فعندما نعود الى دفيء الله حتما نلبس المسيحانتم الذي اعتمدتم بالمسيحالمسيح قد لبستم.+3,770People reached87EngagementsBoost Post
31312 comments9 sharesLikeCommentShare