الصمت بقلم الأب فادي هلسا
إنها فضيلة عظمى يحتاجها المؤمن لكي يتولد لديه حب التأمل سواء في الكتاب المقدس أو سير وأقوال الآباء القديسين أو التأمل في مسيرة حياته ومدى اقترابه من الله وكذلك تأمل المؤمن في حياة الملكوت السماوي ومدى اقترابه من هذا الملكوت .
إنها فضيلة تحتاجها الغالبية الساحقة من شعبنا الذي تعود كثرة الكلام . فكثرة الكلام أسقطت الكثيرين في ثرثرة مضيعة الوقت والشوق لمجالس النميمة والفساد ، كل ينهش لحم أخيه والويل لمن يقع تحت ألسنتنا تقطعه كالنصال الحادة .
كثرة الكلام أوقعت الكثيرين في خطايا النميمة والرياء والأحاديث الفاسدة .
لدينا أمثلة كثيرة من الآباء والقديسين ممن وصلوا الملكوت السماوي بفضيلة الصمت
أخنوخ وهو من الجيل السابع لآدم لم يُسًجل لنا الوحي الإلهي في سفر التكوين أي تصريح أو كلام بل عاش معيشة طاهرة استحق على إثرها أن ينقله الرب حيا إلى السماء .
نجد أيضا نوح الذي طبق الأوامر الإلهية بصمت وصبر
ويطول الكلام حين نتكلم عن هارون وأخته مريم النبية
وفي العهد الجديد يطول الكلام عن الرسولين فيليبس وأندراوس وسمعان الغيور هؤلاء من الرسل الصامتين
ولا بد من ذكر صمت العذراء والدة الإله التي لو نطقت وتكلمت لسجلت لنا إنجيلا خامسا
فلنتبع كلنا سيرة هؤلاء الصامتين المتأملين صمت العذراء وحنة النبية ونقلل من الكلام أثناء الصوم ما أمكن .
ليتنا نقلل الكلام وهذا لن يتم بعصا سحرية بل يحتاج جهادا مضاعفا ليكون الصمت هدفنا الأول .
لنكف عن نهش لحم بعضنا في الجلسات المختلفة ونتعود أن تكون أحاديثنا رزينة هادئة تمتلئ بمحبة الرب ومحبة القريب
ولترافقكم صلوات والدة الإله دائمة البتولية مريم
آمين
Comments are closed.