انطلاق مؤتمر عمل الشرق في كلية تراسنطة
قالت وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن هناك علاقة استثنائية تربط الأردن مع شعبه؛ مسلمين ومسيحيين في إطار عروبي، وبشراكة تكاملية في بناء الحضارة العربية الإسلامية، مؤكدة أن هذه العلاقة مثلت ركناً أساسياً في صمود الأردن “الذي لنا الحق أن نحتفي به ونباهي به العالم”.
وخلال حضورها افتتاح مؤتمر “عمل الشرق” الذي تنظمه مؤسسة “عمل الشرق في خدمة مسيحيي الشرق” ومقرها فرنسا، والتي تأسست عام 1856، بالشراكة مع الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية في الأردن وبالتعاون مع السفارة الفرنسية في الأردن، أضافت النجار، أن المدارس المسيحية في الأردن انطلقت في رسالتها التربوية كمواطنين صالحين في المملكة، وهذه المواطنة الأردنية الصالحة، هي نتيجة وجود قيادة أردنية هاشمية آمنت بأهمية دعم الوجود المسيحي في كل العالم العربي.
وأشارت في افتتاح المؤتمر الذي يستمر يومين، إلى أن الأردن يمتلك آلاف السنين من الحضارة تمتد في العمق التاريخي في المنطقة العربية، وإلى المئوية الأولى لتأسيس الدولة الأردنية الحديثة ونجاحاتها، منوهة بأن تأسيس الدولة الأردنية تم بناؤه على رؤية الهاشميين بدءا من المغفور له بإذن الله الشريف الحسين بن علي.
وقالت، إن الأردن ومن خلال رؤية الهاشميين وبالتكامل مع الشعب الأردني قدم حالة استثنائية من السلم الاجتماعي قائم على التعاضد الإسلامي-المسيحي في المملكة.
ودعت النجار هذه المدارس والجميع إلى مواصلة المساهمة بمشروع دولة المؤسسات، وكل ما يتصل بقدرتنا على أن نقدم انفسنا كمواطنين استثنائيين نخدم الجميع، وان نقدم التنوع الأردني كما أراده الهاشميون.
وأكدت، أنه من خلال الشراكة بين الجميع نحمي التنوع والسلم الاجتماعي والصمود الأردني والشراكات التي نبنيها، وكل ما يتصل بمشروعنا المستقبلي في مدارسنا المبني
على الإنسان والإبداع والابتكار.
وقالت، إن محبتنا للأردن وبتقديم انفسنا نماذج إنسانية محبة وتصميمنا على المحبة والتشاركية الكاملة في الأردن بين القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والتنوع الكامل، يمثل نموذجا نحتفي به في الأردن، ورسالتنا اليوم بحضور وفود من فلسطين وسوريا ولبنان والعراق ومصر وتركيا وفرنسا بأن الأردن قادر على أن يجمع العالم على أرضه.
وختمت، بأن الأردن تأسس على مفاهيم الحداثة والشراكة والاحتفاء بالتنوع والمواطنة، وأن الأردنيين متجذرون بعمق في ثرى وروح الأردن، منوهة بالتطور الذي يشهده الأردن في قطاع التعليم وعلى مختلف المستويات والقطاعات، وهو مصدر فخر لكل الأردنيين، منوهة بالعلاقات الأردنية الفرنسية على مختلف المستويات.
وألقى سفير فرنسا لدى الأردن ألكسي غراندميزون، رسالة رئيس جمهورية فرنسا إيمانويل ماكرون للمؤتمر والتي ثمن فيها إقامة هذا المؤتمر في الأردن الذي تربطه بفرنسا علاقات صداقة قوية، مشيرا إلى زيارته الأخيرة للمملكة .
وقال ماكرون في رسالته، إن انعقاد هذا المؤتمر في الأردن يعطي فرصة للترويج والانفتاح.
ولفت إلى الجهود الفرنسية في المحافظة على الرموز الأثرية والدينية التاريخية في المنطقة، مؤكداً أن المدارس المسيحية في المنطقة تروج للتنوع والعيش المشترك.
وكان المدير العام لمؤسسة عمل الشرق المونسينيور باسكال غوليتش قدم في مستهل حفل الافتتاح في كلمة ألقاها شكره للحكومة الأردنية التي أتاحت الفرصة لإقامة هذا المؤتمر، مستعرضاً دور المؤسسة وأعمالها ونشاطاتها التربوية في العالم والمنطقة عموما والأردن بشكل خاص.
وقال النائب الرسولي اللاتيني في الأردن المطران جمال دعيبس في كلمة له، إن التعليم كان دوما يشكل جزءاً مهماً من مهمات الكنيسة لأن الجهل يعيق تطوير الفكر الناضج والمسؤول، لافتاً إلى أن الموضوعات التي سيطرحها المؤتمر مهمة جداً.
كما ألقى بطريرك القدس اللاتين المطران جيامباتيستا المونسينيور بيتسابالا كلمة، أكد فيها أهمية انعقاد المؤتمر لبحث عدد من الموضوعات التي تعيشها هذه المدارس في المنطقة.
واشتمل اليوم الأول من المؤتمر على عقد طاولة مستديرة تحت عنوان “ما هو المشروع الاجتماعي الذي تشاركه المدارس المسيحية في الشرق الأوسط مع طلابها” وشارك فيها مدير مدرسة في تركيا ميشال بيرتيت، ومديرة ثانوية دمشق الراهبة جيهان عطاالله ومدير كلية تراسنطة في عمان الأب رشيد مستريه وأمين عام مدرسة في لبنان الأب يوسف نصر ومدير مدرسة من فلسطين الأب يعقوب رفيدي وأمين عام مدرسة في مصر الأب أمين روماني.
كما اشتمل على محاضرة ألقاها أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي.
وكان استهل حفل الافتتاح في عرض فيلم وثائقي عن مؤسسة “عمل الشرق في خدمة مسيحيي الشرق” والمدارس الكاثوليكية التي تنضوي ضمن نطاق عملها في المنطقة والعالم .
وتحدث الفيلم عن صندوق مدارس مؤسسة عمل الشرق والذي تتم إدارته من قبل الدولة الفرنسية ويعمل في 23 دولة في العالم.
ويواصل المؤتمر غداً أعماله بجلسات صباحية ومسائية
Comments are closed.