البابا: بقربنا من الله ننفتح على الحب، وننمو في الخير ونشعر بالحاجة والفرح لأن نبشّر
“إذا أردنا أن نكون رسلًا صالحين، علينا أن نكون مثل الأطفال: فنجلس “على ركبتي الله” وننظر من هناك إلى العالم بثقة ومحبة، لكي نشهد أن الله هو أب، وأنه وحده يحوِّل قلوبنا ويمنحنا ذلك الفرح وذلك السلام اللذين لا يمكننا أن نحصل عليهما بأنفسنا” هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها أرغب في أن أعبر عن امتناني لجميع الذين أظهروا لي، أثناء فترة الاستشفاء في مستشفى الجيميلي، عاطفتهم واهتمامهم وصداقتهم وأكدوا لي دعمهم بالصلاة. هذا القرب البشري والقرب الروحي قد كانا بالنسبة لي عونًا كبيرًا وتعزية. شكرًا لكم جميعًا! شكرًا لكم! أشكركم من كل قلبي!
أضاف الأب الأقدس يقول في إنجيل اليوم، يدعو يسوع الرسل الاثني عشر باسمائهم ويرسلهم. وبإرسالهم، هو يطلب منهم أن يعلنوا شيئًا واحدًا فقط: “أَعلِنوا في الطَّريقِ أَن قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوتُ السَّمَوات”. إنه الإعلان نفسه الذي بدأ به يسوع بشارته: إنَّ ملكوت الله، أي مُلك محبّته، قد اقترب ويأتي بيننا. وهذا ليس مجرّد خبر كغيره من الأخبار، ولكنه الحقيقة الأساسية للحياة.
تابع البابا فرنسيس يقول في الواقع، إذا كان إله السماء قريبًا، فنحن لسنا وحدنا على الأرض وحتى في الصعوبات نحن لا نفقد الثقة. هذا هو أول شيء علينا أن نقوله للناس: إنَّ الله ليس بعيدًا، بل هو أب، يعرفك ويحبك؛ ويريد أن يمسك بيدك، حتى عندما تسير في دروب شديدة الانحدار ووعرة، وحتى عندما تسقط وتجد صعوبة في النهوض واستعادة المسيرة. في الواقع، غالبًا في اللحظات التي تكون فيها في أضعف حالاتك، يمكنك أن تشعر بحضوره بشكل أقوى. هو يعرف الدرب، هو معك، وهو أبوك!
أضاف الأب الأقدس يقول لنتوقّف عند هذه الصورة، لأن الإعلان بأن الله قريب هو دعوة لكلِّ فرد منا لكي يفكّر بنفسه كطفل يسير فيما يمسكه أبوه بيده: كل شيء يبدو مختلفًا بالنسبة له. يصبح العالم الكبير والغامض مألوفًا وآمنًا، لأن الطفل يعرف أنه محمي. فلا يخاف ويتعلم الانفتاح: فيلتقي بأشخاص آخرين، ويجد أصدقاء جددًا، ويتعلم بفرح أشياء لم يكن يعرفها، ثم يعود إلى البيت ويخبر الجميع بما رآه، فيما تنمو في داخله الرغبة في أن يصبح كبيرًا ويفعل الأشياء التي رأى والده يفعلها. لهذا السبب يبدأ يسوع من هنا، ولهذا السبب يشّكل قرب الله الإعلان الأول: بقربنا من الله نتغلب على الخوف، وننفتح على الحب، وننمو في الخير ونشعر بالحاجة والفرح لأن نبشّر.
تابع الحبر الأعظم يقول إذا أردنا أن نكون رسلًا صالحين، علينا أن نكون مثل الأطفال: فنجلس “على ركبتي الله” وننظر من هناك إلى العالم بثقة ومحبة، لكي نشهد أن الله هو أب، وأنه وحده يحوِّل قلوبنا ويمنحنا ذلك الفرح وذلك السلام اللذين لا يمكننا أن نحصل عليهما بأنفسنا.
أضاف الأب الأقدس يقول علينا أن نعلن أن الله قريب. ولكن كيف نقوم بذلك؟ يوصي يسوع في الإنجيل بعدم قول الكثير من الكلمات، وإنما بالقيام بالعديد من تصرفات المحبة والرجاء باسم الرب: “إِشفوا المَرضى، وَأَقيموا المَوتى، وَأَبرِئوا البُرص، وَأَطرِدوا الشَّياطين. أَخَذتُم مَجّانًا، فَمَجّانًا أُعطوا”. هذا هو جوهر الإعلان: الشهادة المجانية والخدمة.
وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول لنسأل أنفسنا إذن بعض الأسئلة: نحن الذين نؤمن بالإله القريب هل نثق به؟ هل نعرف كيف ننظر بثقة مثل طفل يعرف أن والده يحمله بين ذراعيه؟ هل نعرف كيف نجلس على ركبتي الآب في الصلاة، والاصغاء إلى الكلمة، والاقتراب من الأسرار؟ وأخيرًا، إذ نتمسّك به، هل نعرف كيف نبعث الشجاعة في الآخرين، ونقترب من الذي يتألّم والوحيد، ومن البعيد وكذلك من الذي يعادينا؟ والآن لنرفع صلاتنا إلى العذراء مريم لكي تساعدنا لنشعر بأننا محبوبين وننقل لبعضنا البعض الثقة والقرب.
Comments are closed.